بنيتز ذو الاصول العربية يتولى الحكم في الباراغواي
16-08-2018 02:09 PM
عمون- ماريو عبدو بنيتز، الذي تسلم الاربعاء مهام منصبه رئيسا للباراغواي، هو أحد أقرباء الديكتاتور ألفريدو ستروسنر الذي حكم البلاد من 1954 إلى 1989، ويعد بالتفاوض مع المعارضة لأنه لا يمتلك الأكثرية في البرلمان.
وقد أقسم اليمين أمام ستة من رؤساء دول المنطقة، بينهم الأرجنتيني ماوريسيو ماكري والبرازيلي ميشال تامر والاوروغوياني تاباري فاسكيز والبوليفي إيفو موراليس والكولومبي إيفان دوك.
وفي خطابه، أعرب الرئيس اليميني الجديد عن "تضامنه مع شعبي فنزويلا ونيكاراغوا اللذين يواجهان تجاوزات الحكم. لن نسكت. ولن تكون الباراغواي لامبالية حيال آلام هذين الشعبين الشقيقين".
وينتمي بنيتز، رجل الأعمال (45 عاما) الذي درس في الولايات المتحدة، الى حزب كولورادو الذي يحكم الباراغواي منذ 1947، باستثناء الفترة من 2008 الى 2013.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال زعيم المعارضة ميغيل أبدون ساغييه (الحزب الليبرالي) إن "حزبه يواجه انقسامات عميقة، وتستطيع المعارضة أن ترافقه إذا ما كانت مشاريعه حقيقية وديموقراطية، وإذا ما قدمت حكومته دليلا على الإنفتاح".
ويخلف بنيتز الذي انتخب لخمس سنوات، هوراسيو كارتيس، رجل الأعمال الذي ينتمي إلى الحزب نفسه. وكان الرئيس الجديد الذي انتخب سيناتورا خلال ولاية كارتيس، عارض مبادرته لتعديل الدستور للسماح بإعادة انتخاب الرئيس.
ويعد تغيب الرئيس المنتهية ولايته عن الإحتفال، دليلا على التوترات داخل الحزب السياسي الحاكم. ويضم حزب كولورادو 17 سيناتورا من أصل 45 و41 نائبا من أصل 80. وهو منقسم بين أنصار هوراسيو كارتيس والجناح المحافظ الذي حمل الرئيس الجديد رايته.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المحلل دانيال مونتويا إن الأيام ال 100 الأولي "ستكون فترة أساسية، وهي مهمة لأي حكومة. ويتعين على عبدو الإنصراف إلى بناء شرعيته".
وعلى هامش احتفال قسم اليمين، قال ماريو عبدو بنيتز "أريد أن أحترم المؤسسات... أريد أن أثبت أن التزامي هو في خدمة الجمهورية ومستقبلها".
- "بلسمة الجروح"-
وكان بنيتز قال الاربعاء "أريد أن أشفي الجروح، من أجل المصالحة بين شعب الباراغواي. إن ما يجمعنا أقوى مما يقسمنا".
وكان ماريو عبدو بنيتز اللبناني الاصل المولود في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1971، في عداد الشبيبة الذهبية في أسونسيون. ودرس في كلية سان أندريس المرموقة، ثم تخصص في مجال التسويق في جامعة بوست الخاصة في كونيكتيكت في الولايات المتحدة.
وكان والده ماريو عبدو السكرتير الخاص للجنرال-الرئيس ستروسنر، وابن عم بعيدا أيضا. وقد تعرض للملاحقة بتهمة الإثراء غير المشروع خلال فترة الديكتاتورية، ثم برئت ساحته.
ويتحمل الإبن مسؤولية الإرث الأبوي الكبير. وحضر مراسم دفن الديكتاتور في 2006 في برازيليا حيث كان منفيا.
ويتسلم منصبه بعد اسبوع على تظاهرة في أسونسيون نددت بالفساد السياسي.
وكان الرئيس الجديد الذي يعارض الإجهاض، وضابط الإحتياط في جيش الباراغواي، حيث تعلم على القفز بالمظلة، شارك الشهر الماضي في تدريب للقوات الخاصة في الباراغوي، وإطلاق النار من بندقية أوتوماتيكية، في حضور مدربين أميركيين.
وتسجل الباراغواي نموا يزيد على 4% منذ بضع سنوات، من دون تأثير على خفض الفقر، لأن نموذجها الإقتصادي القائم على التصدير الزراعي لا يوفر فرص عمل في هذا البلد الذي يعد من بين أفقر بلدان القارة.
وقال وزير الصناعة المنتهية ولايته في الباراغواي غوستافو ليتي "نسعى إلى تحويل الباراغواي إلى بلد يجتذب فعلا" المستثمرين الأجانب، مشيرا إلى إنشاء 70 مصنعا للتجميع منذ 2013.
وتعد الباراغواي التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، وتتشارك في ملكية اثنين من السدود الكهرومائية، الأولى مع البرازيل والثانية مع الأرجنتين، كبلد مصدرا للطاقة الكهربائية، وهي محصورة بين هذين العملاقين في أميركا الجنوبية، من دون منفذ على البحر.
ومن القادة الذين حضروا الإحتفال، الرئيسة التايوانية تساي إينغ-وين، لأن الباراغواي من البلدان التي تعترف بتايوان على رغم الضغوط التي تمارسها الصين. (ا ف ب)