الشعب الأردني شعب يستحق الاحترام
د.فايز الربيع
16-08-2018 12:55 AM
قديماً قال الشاعر: جزى االله الشدائد كل خير// عرفت بها عدوي من صديقي
الأزمات هي المحك، في الضوء ترى الناس جميعاً وفي الظلماء تحتاج لمن يراك، أو تحتاج لبدر يضيء سماءك.
المشاعر الصادقة التي أبداها الاردنيون، خصوصا عامة الناس، الذين لم تلوثهم الملايين أو امتهنوا السياسة للمصلحة،
هؤلاء البسطاء الذين يكتبون بدموعهم قبل أقلامهم، هؤلاء هم الاردنيون نساء ورجالاً، من يسقط من ابنائهم كأنه واحد من بيوتهم، وعندما يَرَوْن اطفاله يحسون بحرقة، وتتساقط دموعهم كأنه ابنهم، شعب بهذا المستوى يستحق الاحترام ولكنه يستحق أيضاً ان يسوسه ويقوده من لا يجلد ظهره، ويحلب مهره، ويركب سرجه، ولكن من يحنو عليه حنو الوالدة على ابنها، وحتى في عالم الحيوان، حنو الام وهي ترفع رجلها لرضيعها أو تلحس ما عليه لتنظفه، أو تضمه بين جناحيها، فما بالك بالبشر، المسؤولية امانة، وهي يوم القيامة خزي و ندامة الا من اداها بحقها.
ما مر بِنَا هذه الأيام، وهو سلسلة لما مر بِنَا في سالف الايام، ولن يتوقف ما دام هناك فهم خاطئ، وادارات فاشلة، واستراتيجيات على ورق وبين حيطان، وتجارة بالدِّين، وفي معظم المناسبات تخرج من العلب نفس البضاعة لتتحدث في كل شيء، وهم في واد، والارهاب والتطرّف والفكر الآخر في واد آخر.
قلنا في اكثر من مناسبة لا بد من تشكيل لجنة عليا جادة لمراجعة استراتيجيات مواجهة الفكر المتطرف ويكون بيدها أدوات تسمح بالتنفيذ حين الوصول لقناعات بان هذه هي الطريق للتقويم والإصلاح من يعتقد أننى انا وانت كعسكري أو موظف جزء من سلطة يعتقد انها كافرة، وان بقتلي وقتلك يدخل الجنة، ليس من السهل ان يتراجع، التخويف والأمن قد يؤجل ما يعتقد انه سينفذه، الى حين الفرصة المواتية، ولكن ذلك لا يعني الالغاء أقول لهؤلاء لقد مرت حركات المقاومة المسلحة مع السلطة عبر العالم العربي بمراحل، فشلت في النهاية كل المواجهات المسلحة، وبالمقابل نقول لكل من يتولى امورنا، لا تدعوا مجالا لهؤلاء ان يؤشروا على الأخطاء على الفساد، الانحراف، الفشل، التبعية، الخذلان، الفقر، البطالة كلها محاضن ستجد من يستفيد منها، وينفذ من خلالها، أقول أيضا لن يقطع الشجرة الا جزءا من شاكلتها وكل ساحة أو جذر أو ورقة أو ثمرة، تحتاج الى من يماثلها ويعرفها، وبما ان الفكر الذي نتحدث عنه ينسب زورا أو بهتانا الى الاسلام فلا يمكن ان يواجه ويقوم الا من خلال فكر مستنير يقوم عليه أشخاص يقتنع الشباب بنظافتها واستقامتها حتى يسمعوا منها.
نعم ما رأيته وسمعته اثناء الحادثة الاليمة التي مرّت زادتني قناعة ان الخير في هذا الشعب كثير وكانت مدينة السلط في هذه المرة وقراها عنوانا لتلبية النداء، كما كانت قبلها الكرك وإربد، وسائر المدن الاردنية، العزيزة بشبابها، الخسارة علينا جميعا فلابد من وقفة ووقفات لإعادة كثير من الشباب الى جادة الصواب ونحن قادرون على
ذلك.
drfaiez@hotmail.com
الرأي