سلام عليكم الشهيد هشام العقاربة ، الشهيد معاذ الحويطات ،الشهيد علي قوقزة، الشهيد محمد بني ياسين ، فأنني اقف كحال كل أردني عاجزا عن التعبير عما يخالجني من فخر واعتزاز وأنتم ترسمون بتضحياتكم بأرواحكم أسمى معاني الشرف والبطولة في الدفاع عن ثرى الأردن وأمنه واستقراره.

لا أجد الكلمات فأمدحكم ولا العبارات فاوصفكم ، ولا الأوسمة فأغرسها عروق ريحان على صدوركم ، فأنتم الشِّهام الذين روت دماؤهم الطاهرة ثرى وطني وغنت أرواحها عذوبة أغنية الشهادة.

أنتم الأسود في أرض الرباط، والليث الشامخ في ساحة الوغى ، ومهجة حرة ضمدت جروح وطني في الوقت الذي عاث فيه اخرون فسادا وغنوا ورقصوا على حسابه ثمالة وعربده ، فكنتم أنتم ضمادة تراب الوطن وسياجه المنيع .

تحية عز وفخر لأسود ورجال الشهادة ولمن ختموا حياتهم بالكرامة ، يا زيتونة أضاءت بزيتها ليل الدجى ونمت جذورها
في أعماقك يا وطني ، لقد أبيتم أيها الاسود العيش على ظلام وجرح يمس الوطن تدافعتم بحماس وحب وانتماء ، وقاتلتم ببسالة خفافيش الظلام وعصابات الارهاب لتمحوا به حقد اللئام، لقد أبيتم إلا أن تعيشوا على كرامة سميتها وطني وانتم تستشهدوا في عرين نمت في رباه رجال وسطرت في تاريخه اعرق قصص البطولات، فعشت دوما يا وطني سالما طول الزمن رغم انوف بعض الزمر.

ويحق لهذا الوطن ان يفتخر بأبنائه الذين يسجلون بكل معركة أسطورة بطولية في الدفاع عن ثراه ، وهنا يستحق جيل الشباب أن يأخذوا ويبرزوا ويمنحوا الفرصة التي تتيح لهم المشاركة في بناء الوطن.

لعل اخرين يلحقون بهم فيسيروا على نهجهم، بعيدا عن قيم الاحباط والسلبية، فكان بالاجدر بنا كدولة ومؤسسات ومجتمع وافراد ان نشجعهم على الاستمرار في تقدمهم لا سيما ان الاردن يعج بأبناء بارين لا عاقين تربوا وجبلوا على حب الوطن وخدمته على مر التاريخ .

أيها الشهداء لقد حصنتم للوطن الهيبة وقزمتم بعملكم اشباه الرجال الذين اكلوا وشربوا بغير حق خيرات الوطن .وقد صنع التاريخ الاردني رجالات بارين ومخلصين في المجالات كافة وعلى مر الازمنة قائمين على نهضة الاردن والمضي به قدما ليصبح عن حق دولة يحتذى بالتقدم ولا يسعنا الا ان نشيد بهم وبأدوارهم المشرفة والتاريخي وبكل الميادين والمحن .

وكان الشهيد العريف هشام عبدالرحمن ضيف الله العقاربة،الشهيد الرائد معاذ خميس فرج الحويطات الشهيد الوكيل علي عدنان علي قوقزة، الشهيد الجندي أول محمد أحمد سليمان بني ياسين، ارتقوا دفاعاً عن الوطن في كل من تفجير الفحيص الإرهابي وعملية المداهمة الأمنية في السلط. (الفاتحة) على اراوح الشهداء ومن سبقهم .