يبدو ان إرث الزميل الاعلامي مفيد حسونة في اتحاد كرة القدم قد أصبح في خطر, بعد انقطاع طرق الاتصال بين الاعلام الرياضي الأردني واتحاد اللعبة الذي أصبح يعيش في عالم وهمي هلامي, معتقدا أن الاعلام يدور في فلكة وان بيت كرة القدم سيصبح محجا للاعلاميين لطلب الرضا والصفح , لا يترك اتحاد الكرة مناسبة الى ويمارس فيها الغضط على الاعلاميين, فيما كان الاعلاميون في عهد حسونة يعتبرون ان اتحاد الكرة بيتهم وان الشراكة بين الطرفين حقيقية.
آخر صرعات الدائرة الاعلامية وضع شروط محدة منها أن يكون من يريد الحصول على بطاقة حضور مباريات موسم المناصير ان يكون عضوأً في نقابة الصحفيين, وهذا يعني ان باب الاعلام تم إغلاقة على الصحف الورقية وعدد محدود من المواقع الالكترونية, فيما غالبية العاملين في التلفزيون الاردني الناقل الحصري ليسوا بأعضاء في النقابة, وهذا يجعلنا نتسائل من سيقوم بنقل المباريات اذا كان عدد من المعلقين ليسوابأعضاء نقابة وينسحب الأمر على المواقع الالكترونية التايعة للاندية وغالبية مواقع الوطن, وهذا يعني ان المسموح بالدخول لهم الى مناطق الصحفيين سيكون قليل جدا, مما يشير الى ان الشراكة التي أبدع في صناعتها حسونة ستموت خلال أسابيع, مع العلم ان هناك العديد من الحلول الايجابية, لكن الدائرة الاعلامية لا تريد ان تقوم بعملها بشكل سليم أو أن الأمر يناسب طموح البعض في تدمير الاعلام الرياضي.
ما حصل يعزز ان تعامل الدائرة مع الاعلام محصور باستخراج بطاقات دخول الملاعب, ويتطور هذا الدور في حال غضب اتحاد الكرة من اي اعلامي بسبب انتقاده لحال كرة القدم المتردي حاليا, حيث يصبح دور لجنة الاعلام التضيق على الاعلاميين لأجل الانصياع الى الأوامر الصادرة من اتحاد اللعبة, " وهذه ما يحصل حالياً" وهو الذي يحتاج الى اعادة ترتيب البيت الداخلي وبالذات الدائرة الاعلامية المفصولة عن الاعلام الأردني, أضف الى ذلك ان اتحاد كرة القدم شكل بعد نهاية حقبة حسونة المزهرة لجنة اعلامية من رؤساء الأقسام الرياضية حتى تساند الدائرة الاعلامية واتحاد الكرة في عملها لكنها فشلت كليا وظهر ان وجودها مجرد "بروش" على صدر الاتحاد ليتم الغائها في مرحلة لاحقة.
مفيد حسونة عمل واجتهد لسنوات طوال , وكان أول من وضع لبنات الاعلام الرياضي السليم في اتحاد الكرة, وأجاد التعامل والتواصل مع جميع الزملاء, ولم يشعر أحد بأن حسونة يملك نفس "محمظه", بل كان على خلق رفيع, وبالتالي امتلك قاعدة جماهيرية من الزملاء ولو كان التعيين بالانتخابات لفاز بالمنصب بكل سهولة, لكن حسونة لا يملك واسطة أو ظهر يستند اليه حتى يبقى في منصبة كما حصل مع عدد كبير من رموز وخبراء اتحاد كرة القدم.
المصيبة ان ابعاد حسونة من منصبة الذي استحقه بكل جدارة كونه كان يعمل مع زميل اعلامي آخر فقط, رافقه تعيين جيش من الموظفين في الدائرة الاعلامية, حتى يقوموا بالعمل الذي كان يقوم به وزميله , لينطبق عليه قول الشاعر: "كم رجل يعد بالف رجل وكم الوف تمر بلا عداد" , ورغم الزيادة في عدد العاملين الا ان جهد ونتاج حسونة يفوق الجميع , واصبح الأمر واضحا جليا وبالذات في المؤتمرات الصحفية حين كان يحضر المؤتمرات التي يعقدها اتحاد اللعبة في زمن حسونة رموز الاعلام الرياضي الاردني ولا يتغيب أحد منهم, اضافة الى عدد كبير من الزملاء الأعزاء, لكن اليوم فان الحضور لأفضل مؤتمر صحفي في اتحاد الكرة قد تقلص ليصبح بعدد أصابع اليد الواحدة, وهذا يعني ان الإرث الذي تركه حسونة في طريقه الى الزوال.