إرهاب الذئاب الشاردة!
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
14-08-2018 12:34 PM
نظرياً قوة رد الفعل تمنع تكرار الفعل!! فالحرب على الأرهاب يصطدم بجدران صلبة من الفولاذ يقبع خلفها الكثير من القصص والروايات والأسرار والغموض؟ فالنظام السياسي الأردني على قدر كبير من المتانة والقوة وهو قادر على الصمود في وجه أية عواصف !!!! فالذي جرى في السلط أكبر من عادي وأخطر من المألوف ؟؟؟ فقد أدخل الفاجعة في قلوبنا ،،،،،، فبماذا نوصف ما حصل هل أرهاب منظم له ارتباطات خارجية ام انه تمرد وعصيان ؟؟؟؟ فعلامات الأستفهام كثيرة وذات مغزى!!! فهل ما حصل هو فخ تم نصبه لدينا!!! وأين كانت معلوماتنا الأستخبارية عن هؤلاء الخوارج وأماكن سكنهم !!! وتنقلهم !!! وكيف وصلت العبوات الناسفة والأحماض لأيديهم !!! وكيف تم تصنيعها بعيداً عن أعين الأجهزة وبتلك الكميات !!!! أسئلة عديدة ؟؟؟ فتلك العملية الأرهابية أعادت الجدل مجدداً !!! لماذا وبهذا الوقت تحديداً والدولة وبتوجيه من جلالة الملك بدأت للتحضير لمعركة كبرى لكسر ظهر الفساد ؟؟؟ فهل سيسدل الستار عن قضايا فساد حصلت في الأونة الأخيرة !! كما استدل سابقاً عن قضايا أخرى كانت كبيرة !!!! والسؤال هو من يملك تشغيل زر تلك الأحداث بهذا الوقت تحديداً؟؟؟؟ فالفساد خلق الأرهاب وهذه حقيقة علينا الأعتراف والأقرار بها ، فهو رحم الأرهاب وحاضنته ، فخارطة الفساد تتناسب طردياً مع عدم الاستقرار ؟؟؟ فالأرهاب والفساد طريقان مختلفان يلتقيان في نفس النتيجة وهي ضياع الدول وتشتت مجتمعاتها وفِي خلق بيئة كبرى للكراهية !!!!! فمحاربة ومواجهة الأرهاب مرتبط كلياً بما تحققه الدولة وأركانها من عدالة أجتماعية !! فالأجهزة الأمنية هي القوامة على كفالة الأمن والأستقرار ، فالأمن هو ركيزة التنمية.
فمنطق العقل والحكمة يقول بانه يجب علينا التوقف عن المجاملات ! فنحن الأن على ما يبدو بتنا لحاجة إلى استراتيجيات جديدة في إدارة الملف الأمني للبلاد تعتمد المعايير المهنية والاستفادة من الأخطاء السابقة !!! وأن تلتقي ولا تتقاطع مع أمننا الأقليمي والخارجي!!! فالذي حصل كارثة أدت الى استشهاد أربعة من خيرة أبنائنا عليهم رحمة الله ،،،،،،، فكانت نقطة الضوء الوحيدة بأحداث السلط هو توحد الأردنيين كعادتهم ووقوفهم خلف قيادتهم الهاشمية وجيشهم وأجهزتهم الأمنية والتعاطف الكبير مع ذوي الشهداء ،،،، ونقطة أخرى وهي الأنتظار والتريث بالأعلان عن حقيقة الأنفجار حتى أنتهاء المهرجان ،،،،،،،، فالأردنيون لهم الفضل دوماً فهم يلعبون دوراً إيجابياً في الحفاظ على أمنهم وأستقرارهم ، فهم قادرون على تصويب ما أصاب مسيرتنا من أغلاط تراكمت بقصد أو بدون قصد ٠
فبعد مشاهدتي للمؤتمر الصحفي
أمس !! بات مطلباً الانتقال مو مفهوم مكافحة الأرهاب إلى مفهوم جديد وهو مكافحة التمرد !!!!!!!! فمكافحة التمرد دون إدنى شك ستقود إلى وأد الأرهاب في مهده،،،،،،،،، فالتمرد هو ضد السلطة وفِي مكانه !!!! أما الأرهاب فهو لا يعرف حدوداً ، فهو يستند إلى أسس معرفية وقناعات نفسية تبدأ بالتمرد على الأوضاع السائدة ( الأقتصادية والأجتماعية وغياب العدالة الأجتماعية) !!!!!!!!!!! فعادة التمرد يظهر في مجتمعات تغيب فيها المساوة والعدالة !! ولا يظهر في مجتمعات يطغى عليها الأستبداد طغياً مباشراً ! وهذه غير موجودة بحالتنا الأردنية !!!!! فشروط الأنتقال من تلك المفاهيم هو أن تعامل الدولة مواطنيها بشفافية ومصداقية وتحقق لهم قدراً من العدالة ،،،،،، وبذلك تتوقف المجتمعات عن صناعة الكراهية السائدة الأن ،،،،،،، فالتمرد له عناصر عديدة منها ما هو ( بيولوجي أجتماعي) أو ( سيكولوجي ثقافي).
فالأسباب العميقة للتمرد قد تكون موجودة في كل المجتمعات التاريخية والمعاصرة ، فليس هنالك مجتمعات كاملة أو مثالية !!!!!!!!! فالفيلسوف الانجليزي ( Thomas Green) رأى في كتابه الحركات المتمردة ونظرية العدالة الأجتماعية ، بأنه هنالك عدة عوامل تساعد على تفاقم عدم الأستقرار داخل الدولة وهي ( الهزيمة العسكرية ، والأزمة الأقتصادية ، وتمزق النخب ، والأصلاح السياسي) فالثورة كما وصفها الفيلسوف تنبت من فكرة ، بينما التمرد Revolt هي حركة تبدأ من تجربة ومن ثم تصل إلى فكرة ،،،،،،،،،،، فالتنمية والعدالة هي السلاح الأقوى حدة والأكثر ثأثيراً في محاربة التمرد ،،،،،، فلا زلنا نشغل أنفسنا بمعالجة الأعراض بدلاً من إيجاد حل جذري لأصل المشكلة ،،،،،، فأنعدام الثقة ما بين الدولة ومواطنيها يؤدي إلى تفاقم المشكلات بشكل خطير نظراً لعدم الأنتباه إلى إحتياجاتهم !!!!! فالحالة التي يعيشها الأردنيين لها صور وعمق كبير يجعلهم لا يشعرون بالأنتماء والأستقرار النفسي نتيجة أوضاعهم المزرية!!!!