على مدى ثلاثة أيام متتالية عاش الأردنيون حالة من التضامن الوطني مع أجهزتهم الأمنية ليست الأولى من نوعها ، ولكن توقيتها تزامن مع مرحلة يواجه فيها الأردن تحديات كبيرة وربما حاسمة ، نتيجة الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية ، فكانت تلك العملية الجبانة في الفحيص ، وملاحقة الإرهابيين في السلط مؤشرا على أن الحرب على الإرهاب مستمرة ، بغض النظر عن حجمها وطبيعتها ، خاصة بعد أن تحطمت معظم قدرات المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق .
هم في الأصل ليسوا أصحاب قضية ، ولا عقيدة ، وقد دلت أفعالهم على أنهم مجرمون يقتلون من أجل القتل ، ويخربون من أجل التخريب ، وكل ما فعلوه ليس سوى تدمير للمجتمعات العربية والإسلامية ، وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين ، وبث للفرقة بين الشعوب ، إنهم في الحقيقة الظاهرة الأكثر قبحا في السنوات الأخيرة من عمر هذه المنطقة ، بكل أبعادها وأجنداتها والقوى التي تقف خلفها .
لقد لخص جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الموقف بجملة واحدة " سنقاتل الخوارج ونضربهم وبكل قوة وحزم " موضحا بأن بلدنا مستهدف من الظلاميين الذين يريدون الشر بنا جميعا ، وأن هدفنها دائما هو كسر شوكة الإرهاب ودحره ، ولن نحيد عن هذا الهدف رغم التضحيات .
ما يمكن فهمه قياسا على تجارب سابقة أن أولئك الذين جندوا ودعموا وخططوا لتلك المجموعة الإرهابية لن ينجوا من الملاحقة أينما كانوا ، فمن الواضح أنهم يحاولون ايجاد مكان عندنا لفلولهم ، ولكن سر قوة الأردن يكمن في الثقة المطلقة التي يضعها الأردنيون بقائدهم الأعلى وقواتهم المسلحة وأجهزتهم الأمنية ، وكلمة السر هي مزيج من الأحرف التي تتشكل منها كلمات مثل " مرابطون ، صابرون ، مخلصون ، نشامى، شهداء " على أن التنفيذ العملي يظهر في ذلك الحب والعشق الذي يكنه الأردنيون لأبنائهم " العسكر " فشهيدهم شهيد كل بيت أردني .
نحن اليوم أمام الدرس المستفاد ، والدروس كلها مفيدة ، لقد حان الوقت لكي نظهر قوتنا وتضامننا ، ونمضي نحو أهدافنا بعزم وثبات ، حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، فالأردن ينادينا لمزيد من الحب والثقة والرضى ، ولا أزيد !