ما يحدث حاليا في التحضير لانتخابات مجلس النواب القادم، يُظهر أن الشعب كان لا يهتم بما يحدث تحت القبة، فالشعب يناقش مع نوابه السابقين بتلك الجلسات أمور سطحية، فمعظم الناس تقرأ الصحيفة بحثا عن وظيفة أو اسم قريب توفاه الله ، ويشاهدون التلفاز الرسمي لمعرفة حالة الطقس وقليل جدا ًمن كان يتابع أخبار المجلس من الصحف والتلفاز.قبل فترة وجيزة شهدنا حملة إعلامية ضد النواب ، بعد قانون حبس الصحفيين، ولكنني أظن أن دور الأعلام يجب أن يتعدى ذلك ، ويحمل للشعب تقريره المنصف لما كان يحدث في المجلس .
فقد بدأ النواب السابقون تقديم برامجهم وشعاراتهم التي يُوهمون الناس أنهم كان ينفذونها أو حتى يسعون لها، ومنهم من نسب لنفسه مكارم سيدنا للفقراء، فادعى أنه هو من أحضرها، هذا إذا أعلم الفقراء أصلا أنها من جلالة الملك ، وسمعت من أحد الناشطات في العمل الخيري أن أحد النواب يقوم بقطع معونات عمن لم يقف بجانبه على طريقة عولمة بوش في الانحياز \"معي أو ضدي\" .
في مناقشة أخر جلسات مجلس النواب والتي كانت تناقش عدة أمور أهمها الموازنة كان أحدهم يجلس في اجتماع تحضيري للانتخابات القادمة مع عدد من القطاع النسوة في إحدى المناطق ،تخيلوا ... .
قد تلجأ كل دائرة تلقائياً إلى محاسبة نائبها عما قدم أو حاول أن يقدم ، إن كان بالمطالبة أو السعي الجدي، ولكن ما لاحظته أن الكثيرين لم يفهموا دور النائب أصلا .....
الناس يفضلون نائب خدمات ، وهذا من حق الناس ما دامت اللعبة السياسية تتم على هذا النحو المؤسف وهذا يدل على وعي كبير أن الناس لم تعد تنساق إلى الخطابات الرنانة ، وأنا أعتبر نائب الخدمات متميز ويبذل جهودا كبيرة مادية ووقتية ، ولكن إذا كان طبعاً نائب خدمات وليس نائب واسطات .
اشد ما يجهله الناس هو دور النائب تحت القبة ، و ما ذا كانت مناقشاته –هذا إن وجدت – حول القوانين التي سنت .
فبعض النواب مثلوا الشعب بشكل حقيقي وقدموا دور النائب السياسي ونائب الخدمات ونائب الوطن و المحافظة.
نعم كانوا نواباً ، بكل المعنى ، والبعض لم يكن مؤهلا أصلا لمناقشة الأمور ، وهناك قسم نسي أمانة الشعب وانضم إلى حزب \"موافق مسبقاً على كل ما تشرعه الحكومة \" طمعاً بالرضا الحكومي .
الطامة الكبرى كانت في الغياب الغير مبرر عن الجلسات العامة الجلسات المهمة التي كان يتعمد بعض النواب إبطال النصاب المطلوب .
قد نتفهم غياب بعض الجلسات بداعي السفر أو الظرف الطارئ فالنائب له همومه مثل أي مواطن ، ولكن عندما يكون البعض جالسا في مكتبه ولم يتوجه بحجة عدم معرفته بوقت الجلسة فهذا استهتار واضح بالعقول.
يحصل النائب على راتب وسيارة وبدل اتصالات وبدل سكن ،حتى يظل قريبا من جلسته وليحمل أمانة الشعب الذي انتخبه لمهام عدة منها تشريع القوانين ، وقد نسهل لهم عدم تحمل طلبات الناس والتهرب من مقابلاتهم ولكن التغيب الذي تحول لظاهرة ، عجز الباشا عبد الهادي المجالي نفسه عن معالجتها.
يجب أن تنشر الصحف والوكالات ، أسماء النواب جميعاً وبجانب أسمائهم عدد الجلسات التي تغيبوا عنها سيما الجلسات المهمة التي كانت تفشل النصاب أو المتعلقة بإقرار تشريع مهم لعرف الناس أنهم البعض انتسب لمجلس الغياب وليس مجلس النواب .
Omar_shheen78@yahoo.com