دم الضحية يخيف القاتل ويقوده الى شيء من الهستيريا... وأنين السجين, أو صرخة العذاب تقلق السجان وترعبه. لذلك نرى اسرائيل قد فقدت صوابها واعصابها, وحكومتها المأزومة بدأت تتخبط وتهرب الى الامام باتخاذها اجراءات خاطئة متهورة تعلن عن عنصرية وفاشية الكيان الصهيوني بلا خجل!!
حكومة نتنياهو تجاوزت الضغوط التي واجهتها رداً على البدء بتنفيذها مشروع تهويد القدس وتشريد أهلها وسكانها العرب, وتجاهلت موجة الغضب العربية والادانة الدولية, وقفزت الى تهويد فلسطين التاريخية واعلان اسرائيل دولة يهودية صهيونية وامعنت في انتهاك حقوق الفلسطينيين العرب فأعد وزير الخارجية ليبرمان مشروع قانون لاداء اليمين واعلان الولاء لدولة اسرائيل اليهودية الصهيونية, واجبار العرب في اسرائيل على الخدمة في صفوف الجيش, ومن يرفض اعلان الولاء والخدمة في الجيش أو الخدمة الاجتماعية في اسرائيل سيتم سحب كل الاوراق والوثائق الثبوتية منه...
وحكومة نتنياهو ستمنع الفلسطينيين العرب في الجليل والنقب والساحل أي في فلسطين التاريخية من احياء ذكرى النكبة في يوم 15 أيار من كل عام وهو يوم الاحتلال اليهودي لفلسطين وتشريد أهلها... أي ان نتنياهو سيمنع الفلسطينيين العرب في اسرائيل من ممارسة حزنهم واعلان غضبهم لاحتلال ديارهم ومصادرة اراضيهم وهو بذلك يصادر حقهم في التعبير والرأي والقول والمعتقد منتهكاً حقوقهم المدنية والانسانية...
فقد صادقت حكومة نتنياهو على مشروع قانون يحظر على العرب في فلسطين المحتلة عام 1948 احياء ذكرى النكبة وهو يوم 15 أيار من كل عام, ومن يخالف هذا القانون, الذي سيحال على الكنيست لاقراره, يواجه عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات!!
يتصرف الثنائي نتنياهو - ليبرمان مثل ثورين هائجين في مخزن خزف, فهذا التخريب الناتج عن حماقة وعنصرية وتطرف أعمى سيقود اسرائيل الى حافة الهاوية ويجر المنطقة الى دورة جديدة من العنف والتوتر وربما الى موجة جديدة من الصراع الدموي العنيف وسد كل الطرق أمام جهود السلام!!
هذا الثنائي الغوغائي الفوضوي اليميني المتطرف يتقاسم الادوار ويوزع المهام بين الاثنين, فالاول نتنياهو يحظر احياء يوم النكبة والثاني يطلب ولاء الفلسطينيين العرب في اسرائيل ليهودية وصهيونية الدولة والخدمة في صفوف جيش الاحتلال!!
والاول نتنياهو يرفض وقف الاستيطان متحدياً الرغبة الامريكية والدولية, والثاني ليبرمان يعلن عن عدم استعداد اسرائيل للعودة الى حدود الرابع من حزيران 1967 ... فهذه المسيرة التخريبية الثنائية تسد الطريق أمام جهود السلام وتنسف كل جسور الحوار والتفاوض وتنسف كل المبادرات فما هو الرد العربي, وما هو الاجراء الامريكي والدولي?!
نحن بالانتظار!!.0
Kawash.m@gmail.com