دخلت مشكلة الرافعة المكسورة المتواجدة على أبراج بوابة الأردن اسبوعها الثاني؛ بينما لا يزال سكان المنطقة المحيطة يناشدون المسؤولين بحل مشكلة سكنهم وتخليصهم من شبح سقوطها.
***
مع حلول عام ,2020
صيوان كبير، يجلس في صدارته أعداد لا بأس بها من وجهاء العشائر والمخاتير والمتقاعدين مهمّتهم الرئيسة ممارسة تحريك المسابح بين أصابعهم، وإرشاد شباب المنطقة لتضييف القهوة للحضور الجدد.. صوت صفير السماعة يغطي على صوت المتحدّث.. فيصمت الرجل قليلاً، الى ان يحضر شاب ينتحل صفة فني الصوت..يبعد السماعة عن فم المرشّح ...يحشر بين ذراع الميكرفون والحلقة الماسكة ورقة من ''باكيت'' دخان ..فيختفي الصفير فجأة..عندئذٍ يسمع صوت المرشح جلياً وضاحاً وهو يقول :هذا وسوف نطالب الحكومة بتنزيل''الرافعة المكسورة'' عن ابراج بوابة الأردن فورا ودون تأخير..يتبعه تصفيق حار...
***
وبما ان وقت إزالة الرافعة المكسورة غير معلوم..فقد يبنى في هذه الفترة بالقرب من الرافعة مستشفى خاص اسمه ''مستشفى الرافعة التخصصي'' تحسباً لأي طارىء لا سمح الله ..ولكثرة الزوّار والمترددين الذين يأتون من كل مدن الأردن ليشاهدوا جناحي الرافعة في وضعهما المرعب الحالي. فستنشأ هناك مطاعم ومخابز حديثة ستأخذ اسم'' الرافعة'' في أغلبها..مثل ''مطاعم ومشاوي رافعة عمان'' مخبز ''جوهرة الرافعة'' ..'' كما سيكتظ الشارع القريب باكمله وستفتتح ''قهوة الرافعة'' وسيأتي عامل وافد يعمل هناك ويخبر زبائنه ان لديه معسل جديد اسمه ''خلطة الرافعة''..كما سيتعارف بعض العشاق تحت الرافعة فيفتح محل استيريو اسمه'' الرافعة للتسجيلات''..وهناك ''دوّار الرافعة''،''وأزياء الرافعة''، و''ملحمة الرافعة''..وقد يتسع الخيال الشعبي ويعتقد ان ثمة معجزة وراء ثبات الرافعة المكسورة كل هذه المدة دون سقوطها..فلا بد انها ''رافعة مباركة''..فيزورها ''مرضى'' الديسك..و''الفالج'' و''حصر البول''..والمتأخرات في'' الحمل''...
كما سيدرج رئيس الوزراء عندئذٍ ''الرافعة'' في خطّة عمله ..ويعد بتنفيذها جنباً الى جنب مع المشاريع الكبرى، مثل قناة البحرين، وسكة عمان الزرقاء،ومطار الشونة.. ويعقد وزير الاشغال مؤتمراً صحفياً يتحدّث فيه عن قرب ''الاغلاق المالي'' لمشروع تنزيل الرافعة المكسورة...
وستعقد ورش عمل عن جدوى تنزيل ''الماخوذة''..وسيعترض بعض النواب على عطاء''تنزيل الرافعة''..وقد يلجأ أخيراً إلى معالي د. خالد طوقان كونه رجل علمي وفيزيائي نووي لحل المشكلة ..فيقترح انشاء مغناطيس نصف قطره كيلو متر لشفط الرافعة..وانزالها في الصفاوي.. لكن هذا المغناطيس يحتاج الى رافعة عملاقة تعمل على الوقود النووي..وبالتالي فلا بد من استدراج عروض من روسيا وكندا وفرنسا...الخ.
هل اتاكم حديث الرافعة؟..
ahmedalzoubi@hotmail.com