تريد الجماعات المتطرفة، ان تحقق ما هو اهم من التفجير وقتل الابرياء، عبر هذه العمليات التي تقوم بها، وهذه الغايات يتوجب معالجتها والتنبه لها، وعدم اهمالها تحت وطأة اللحظة.
ابرز هذه الغايات، مس الروح المعنوية، بمعنى بث الخوف بين الناس، وجعلهم يشعرون ان حياتهم مخترقة، وان هناك جماعات اخرى، تستعد لاعمال جديدة، وان تهريب السلاح والمتفجرات، او تأمينها من داخل الاردن، امر ممكن، في اي لحظة، وان العودة الى المشهد ذاته امر ممكن في اي لحظة.
من الغايات الاخرى، التي تعتبر هذه الجماعات انها تحققها، حتى برغم افشالها، والقبض على عدد من عناصرها، محاولة تصنيع صورة مضللة، حول ان الامن في الاردن مخترق، وان امكانية النفاذ عبر اي ثغرة امر ليس صعبا، وهؤلاء يستدلون على ذلك بتكرار الحوادث، من تفجيرات عمان، الى الكرك، وصولا الى مواقع اخرى، وهذه الصورة المضللة، يراد اشاعتها في بلد يبقى آمنا بكل المقاييس، لكن الغاية ذاتها تستهدف الثقة بين المواطنين والمؤسسة الرسمية، من اجل اشاعة ما يظنونه الشك، بين الجميع، حول سلامة الاجراءات، ومنسوب الحذر والتنبه، هذا على الرغم من النجاح في افشال مئات العمليات، تاريخيا، مقابل حوادث معدودة باليد الواحدة.
يضاف الى هذه الغايات، ما يرتبط بهز صورة الاردن الخارجية على مستوى استقراره الداخلي، سياسيا، واقتصاديا، فهذه الجماعات التي ترفع شعارات مختلفة، تريد ان تقول للاردنيين وللعرب والاجانب، ان الاردن غير مستقر، وغير آمن، فلا تأتوا لاستثمار، ولا لسياحة، ولا حتى لزيارة اهاليكم، لانكم على موعد مع الخطر في اي لحظة، وهذه نقطة حساسة جدا.
من الغايات الباطنية، ما يتعلق بإثارة الخلافات داخل المجتمع، حول الدور الاردني ضد هذه الجماعات، خصوصا، مع حماية الحدود من مئات حالات التسلل، وغيرها من سياسات اردنية ضد الارهاب، اذ يريد هؤلاء اثارة الشكوك، حول جدوى الحرب على الارهاب، تحت السؤال الذي يقول» لماذا نتدخل ضد الارهاب» او « هذه ليست حربنا» او « لماذا نضع انفسنا في مواجهة هؤلاء» وغير ذلك، هذا على الرغم من ان هذا الدور خفف كثيرا، من كلفة الارهاب ضد الاردن، وليس العكس.
الغاية الاخطر، من تكرار هذه الحوادث، اثارة السؤال النفسي والذهني، في عقول الناس، حول السبب الذي يدفع هؤلاء الى التورط في هكذا افعال، وللاسف الشديد، فإن الاجابة على هذا السؤال تدفع كثيرين للاطلاع على ادبيات هذه الجماعات، وفي حالات معينة، يحدث هناك تأثر بدلا من النفور، خصوصا، ان العناد والاصرار على ارتكاب هذه الافعال في كل مكان، يتم ربطه بطريقة جائرة بالدين.
الاستخلاصات الاهم، يجب ان لا تقف عند حدود ما جرى، في السلط والفحيص، او في حوادث سابقة، اذ لابد من الدراسة العميقة، للتأثيرات النفسية لهذه الحوادث على الاردنيين ومن يعيشون في الاردن، واذا كانت هناك مؤشرات كثيرة على صلابة المجتمع وقوته، ووقوفه معا، في وجه ما يجري، وتضامنه مع الشهداء والجرحى، الا ان الاثار التي تتقصدها هذه الجماعات يتوجب معالجتها بكل الطرق، خصوصا، كما اسلفت، ان الغايات تتجاوز القتل في لحظة الجريمة، نحو غايات متوسطة المدى واستراتيجية، وهذا ما يتوجب التوقف عنده.
الدستور