في مساء ذلك اليوم الحزين كانت اسود الاجهزة الامنية تسارع الخطى لكبح جماح زمرة الخوارج عن الدين والقانون والعرف.

وفي ذلك المساء كنت خارج المنزل الواقع على طريقكم لاداء الواجب وخطاكم تتسابق الى الجنة كم تمنيت ان اكون موجوداً امام منزلي لتأدية التحية لكم تحية الشهداء واقوم بالواجب الذي اعتدنا عليه في السلط فالابواب مشرعة للترحاب بالضيف كيف وانتم اصحاب المكان ولولا ذلك ما تسابقتم لنزف دمائكم الطاهرة على تراب مدينتنا والتي كانت على غير عادتها.

فالسلط مدينة العلم والنور منذ نشأة مدرستها الاولى عام 1923 ومنها انطلق الحرف الاول لبناء الاردن.

السلط مدينة الرصاص على الباغي والمحتل ومن جبالها الغربية كان الرقم السري لنصر الكرامة وما كانت يوماً ولن تكون مدينةً للظلام والجهل والحقد.

السلط مدينة الاوائل تحتضن اليوم رفات اشاوس امنو بالحق والعدل وان الاردن اولاً ولاءً وانتماءً لله والوطن والمليك.

اعذروني اخوتي فقد قصرت بواجب ضيافتكم والسلط تودعكم بدموع الالم والحزن والحسرة.

اعذروني فشرذمة قليلة لا تمثلنا...

اعذروني ابناء الشهداء من الجنوب والوسط والشمال سيرتبط بذاكرتكم اسم المكان ولكن نعدكم بانه سيكون لكم مكان ترحيب وحب ووفاء (فالبلقاء تلقى)

ولكم يا ذوي الشهداء فالمصاب واحد يا حويطات والمصاب واحد يا اهل سوف ودير السعنة وراسون والمكمان.

رحم الله شهداء الوطن فرسان الحق والعدل

حفظ الله الاردن ارضاً وشعباً وقيادة من كيد الكائدين وحقد الحاقدين

اخوكم نضال الحياري