عمون – لقمان إسكندر – لا يقول الأتراك إن واشنطن هي من تقود حربا طاحنة على عملتهم "الليرة"، لكنهم يتصرفون استنادا إلى ذلك. الاحتفالات بانهيار العملة التركية إلى "مستويات قياسية" صارت يومية. يسأل الاتراك، هل استعاض الامريكان عن الانقلاب العسكري الفاشل بانقلاب اقتصادي؟ هل هذا ما يجري بالضبط لليرة التركية؟

يدرك الاتراك أن الهزات التي تتعرض لها عملتهم ليست بفعل اِنزياحات طبيعية لطبقات السوق. هم يقولون: "إن هبوط الليرة يظهر مخططاً ضد تركيا".

لكن هذه وجه الكأس الفارغ. فما الذي يفترض أن تفعله قوات الصدّ التركية أمام هجوم لا يبدو انه مباغت للقوات الاقتصادية الأمريكية التي فتحت على نفسها أكثر من جبهة "عسكرية"؛ عقوبات على روسيا، وحصار وتضييق على إيران، وحرب معلنة وغير معلنة على أنقرة، واشتباكات متقطعة مع الصين، وتغيير لقواعد الاشتباك الاقتصادي مع دول الاتحاد الأوروبي، وكندا.

لقد حوّل الرئيس الامريكي دونالد ترمب أصدقاء واشنطن إلى أعداء اقتصاديين. الخليج لم يكن استثناء، بل اليابان أيضا.

لقد أجبرت سياسة ترمب الاضداد على التحالف. فهل ستنتهي معركة واترلو الاقتصادية العصر الامريكي في الكوكب، ويضطر دونالد بونابرت توقيع معاهدة باريس أخرى، ثم ينفيه الأمريكان إلى أحد جزرهم النائية؟

رجل الأعمال الأمريكي يرى دول العالم على هيئة شركات خاسرة، يمكن أن يستحوذ عليها، ثم يفككها ليعيد بناءها، كما يريد هو.