ايها الخوارج : لتذهب ريحكم الى جهنم ..
فيصل تايه
13-08-2018 12:36 AM
مهما استمرت مكائد ومراوغات المتربصين بهذا البلد الامين ، ببث سموم أفكارهم ومعتقداتهم المذهبية الضحلة وبدعواتهم الخبيثة لإحكام الطوق على فكرنا الوسطي التحرري المتحضر ، إلا أنهم يصطدمون بالطريق المسدود الذي يشكل درعا منيعاً مقاوم يكسر كل الحواحز ويعلن عن هويته الحقيقية ، هوية الاردني الاصيل ..
الاردني الأصيل يعشق الحياة ويرفض العبث بأفكاره المدنية التحررية واية تغولات أفضت إلى عدم توجه صحيح للعيش الكريم او الاستطراد في الحالة الآسنة من التخلف والرجعية ، تلك الحالة التي ترعرع في بيئتها الفكر التكفيري ، إلا أن الوعي الأصيل والفكر التقدمي المتحرر ، سيظل هو القيمة الوطنية الأعلى التي تستطيع أن تستقر كيقين خالد في وجدان وضمير الشرفاء من أبناء هذا البلد المرابط ، رغم الافكار العدائية لدى ثله باعت ضميرها واستخدمت الأدوات التكفيرية البغيضة ، وارتبطت بالعقليات الدمويه الوحشيه المتصلة بصراعات عقائدية رثة فحشدت التأزيم وخلقت التوترات بفكر انهزامي تخبطي وساعدت على بسط النفوذ العميل ، الذي يستحقر كل من ليس في فلكه النفسي والروحي ، والذي استغل حالة التشرذم والفرقة والهزل المستفحل والمرض المستعصي في الجسم العربي ، وزرع العمالات الرخيصة من الذين نصبوا أنفسهم خلفاء على الارض وطمعوا بمجد واهن وما زالوا يتربصون بالأمة مع براثن الأعداء وأتباعهم من الخونة والعملاء ..
والمصيبة أن الكثيرين ما زالوا هائمين بفكر منحرف يغذي عصبياتهم وحقدهم .. ومواجهاتهم المتشرذمه وعنصريتهم البغيضة واتخذوا من الدين ستارا لفعلهم الشنيع ، ليزداد التحريض على العنف في سعيهم لتصبح الحياة فوضى وتخريب وتدمير بحثا للقضاء على كل مقومات الحياة العصرية ، فما بين استلاب لقيمنا الروحية وما يملكون من أفكار مذهبية ، وبين تخمة بائسة ترتدّ على أعقابهم ، وهم بين هذا وذاك ضيعوا امة بأكملها ، فأصبحنا سلعا متاحة بأسواق البلادة والخزي والفواجع ، وان نادت ضمائرهم فلن تجد لها سبيلا إلا بقايا من رجولة معدومة ومفقودة ، ولكنهم ويا للعار باقون اشباه من الرجال ممن يحملون صفات دخيلة زائله استغلوا مصيبة الامة وغفلتها ، لنبقى في بأسٍ شديد وكوارث لا تُحصى وشتات أليم وأحقاد قميئة لا علاقة لها بالدين ولا بمستقبله ولا بالحفاظ على الهوية الإنسانية التي يجب أن تكون هي المحك الأول ثم تتبعها الخلافات الدنيئة بحجم الدسائس .
ان المنطلق الديني الذي يتستّر خلفه ويرتديه هؤلاء الخوارج من القتلة التكفيريين ، هو في حقيقة الامر منطقهم الاجرامي ، ويعملون بالاساس وفق أجندة دنيئة تتخفّى وراء غطاء ديني ، لكن لا يجب أبداً أن نفصلهم عن الدافع الديني في فهمهم الخاطئ ومدى فحش عقيدتهم الدينية ، هؤلاء المنهزمون في عمقهم النفسي والفسيولوجي ، في تفاصيل مسيرتهم الرديئة ، والأدعياء في كل خطواتهم ، والسفاحين المأجورين ، إن لم يفصلهم المجتمع من حولهم عن كل تفاصيل حياته ، ويتبرّأ من تصديق فجور تديّنهم الزائف ، والأهم من ذلك هو أن ينبذ علاقتهم بالإسلام الحقيقيّ الذي يتشدّقون باسمهِ ، وأن يعي السُذّج أننا حين نركّز على المنطلق الديني لدى هؤلاء القتلة الأفاكين يعني أننا الأكثر حرصاً على توضيح الفروق الهائلة بين المسلم الحقيقي وهؤلاء المارقين ، لأنهم ما بزغوا في ميادين الشر إلا من نافذةٍ دينية مهما حاولوا أن يستدرجوا بها البسطاء فلن يصلوا إلى مبتغاهم الرخيص.
ان شرفاء الوطن اليوم ليسوا ممن يتظاهرون باللباس والعمائم الزائفة ، وبإقامة الفرائض الدينية الصوريه ، والمزيد من الهدر للكرامة والقهر الذي يجلب الهزائم والتخاذل والهوان ، وهم وحدهم اليوم يتحملون فوق ما نتحمله جميعاُ من المواقف ، فالمدافعون عن حمى الوطن يقفون اليوم بصبر وشجاعة ليحافظوا عن قيمة الحياة وأمنها واستقرارها ونعيمها ، يخاطرون بأنفسهم وحياتهم وراحتهم لينعم الناس بالهدوء والسكينة والسلام ، فتضحياتهم عظيمة ، فليس بمقدور الكلمات والخطب ورسائل التأبين أن ترقى إلى مستوى التضحية ومقام الشهادة ، فكم من شهيد سقط وهو في ميدان الشجاعة وأداء الواجب والانتصار للأردن أو الحفاظ على الأمن والتصدي لأعمال الحمقى وميتي الضمائر والبائعين أنفسهم ووطنهم بثمن بخس ، أو القادمين من معسكرات الشر والحقد في سبيل الشيطان ً.
كل التحية والتقدير لرجال قواتنا المسلحة والامن والدرك والمخابرات ، وإلى كل جندي مرابط في كل موقع ، لكم جميعاً باقات المحبة وعظيم الاحترام والإجلال، فلن يكون الاردن مستقراً منعماً قوياً منيعاً إلا بكم وبتضحياتكم التي تعجز أقلامنا عن وصفها والوفاء بحقها.
والى عليين .. شهداءنا الابرار ... عاش الاردن ... عاشت الامه .. وليخسأ المندحرون بخزيهم ..
والله ولي الصابرين