الارهاب وتاريخه
اللواء المتقاعد مروان العمد
13-08-2018 12:00 AM
من خلال الحديث والنقاشات التي كانت تجري حول العملية الارهابية التي وقعت بالقرب من موقع مهرجان الفحيص وما تبعها من عملية اقتحام لمنزل يقع في منطقة نقب الدبور في مدينة السلط اتخذ منه مجموعة من الارهابين مقراً وملاذاً لهم ، كثر الحديث عن ظاهرة الارهاب وعن اسباب اعتناق البعض للفكر الارهابي التكفيري المغلق والذي يعبرون عنه بعمليات ارهاب وحشية . وقد ارجع الكثيرون ذلك الى حالة الفقر والجهل والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها بعض الشباب وحالة البطالة وغلاء الاسعار وعدم العدالة في التوظيف وحالات الانحلال الخلقي والديني المنتشرة في المجتمعات التي يعيشون فيها.
ومع عدم انكار اهمية كل ذلك في تنامي الفكر التكفيري والاعمال التخريبية الا انه يجب ان نواجه الواقع وان الارهاب هو في اساسة نتيجة انحراف في الفكر الديني وان هذا الانحراف له جذور قديمة ومنذ القرون الاولى لظهور الاسلام . فقد ظهرت الفرق الارهابية مثل الحشاشين والقرامطه والخوارج وغيرهم كثيرون، ثم جاء بعض من حرف تفاسير الايات القرآنية ومدلولاتها واخذ يقوم بتقسيم الناس الى ملة ايمان وملة كفر .
وقد وجدت هذه الحركات والافكار انصاراً كثيرون لها منذ ذلك الحين وحتى الآن ولم يكن لديهم اي فاسد من فاسدي بلادنا ولا كل فاسدي غيرنا من بلاد المسلمين . كما ان انصار واتباع الفكر التكفيري ومرتكبي جرائمة ليسوا من الجهلة والمتخلفين علمياً بالضروة . بل ان من بينهم من هم يحملون اعلى الشهادات في المجالات العلمية والادبية والانسانية والدينة ومن كتبوا العشرات من الكتب لنشر افكارهم بين المواطنين على مختلف اعمارهم وثقافاتهم ومستوى حياتهم . كما ان من بينهم من هم من كبار الاثرياء واصحاب رؤوس الاموال
قد يكون الفساد والفقر والغلاء وغيرها من هذة الظواهر قد ساعدت حملة الفكر التكفيري بأيجاد اشخاص مستعدين للانظمام اليهم تحت وطئة ظروفهم هذة ، ولكن هذا ليس هو الاساس . الاساس هو الفكر الديني المنحرف والذي انتشر بيننا في هذا الزمن كما لم ينتشر سابقاً في رعاية بعض الحركات والمدارس الدينيةً التي بات بعض حملة فكرها الإن يعلنون برائتهم منها في حين اصبح قسماً كبير من اهل الحديث والسنه يتبعون تعاليمها والتي تسللت اليهم من خلال تتلمذ بعضهم على يد شيوخ بعض هذة الحركات والمدارس . واذا لم نعد لاصول ديننا الاسلامي السمحة والتي تحرم على المسلم قتل المسلم وتعتبر ذلك كمن قتل المسلمين جميعاً ، والتي تحرم تكفير المسلم لأخية المسلم وعلى قاعدة من كفّر مسلماً فقد كفر ، فأن القضاء على الفساد والانحراف والفقر سيكون له تأثيرة في تجفيف بعض مصادر تمويل الارهاب بالعنصر البشري فقط مع بقاء الفكرة والانصار موجودين .
اما القضاء على الارهاب والفكر التكفيري فأنه لايمكن ان يتم الا من خلال مراجعة كل الموروت الديني من حديث واجتهاد وتفسير وفتوى والرواية المروية وتميز الصحيح منها من غير الصحيح والذي تم ادخالة على هذا الدين على مر السنين ، والعودة الى القرآن الكريم كمرجعية لكل شيئ والذي قال عنه رب العزة انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون .فهو الثابت الوحيد اما ما عداة فيحب العمل على تنقيته وبما يتفق مع نصوص القرآن الكريم وان يترافق مع ذلك حمله قويه شرسه على الفساد والانحراف والفقر ومحاربه الظلم وتحقيق العداله والتحرر من التبعيه والعماله لكل من هم ضد الوطن والدين