الأجهزة الأمنية تجود بدمائها الزكية حماية للوطن
أ. د. انيس الخصاونة
12-08-2018 07:35 PM
جاد أفراد الأجهزة الأمنية في اليومين الماضيين بدمائهم الزكية ذودا عن حمى الأردن وحفاظا على أمن مواطنية.لم يبخل المنتسبين لكافة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة يوما في النهوض بواجباتهم والتصدي لقوى الشر التي لا تعدم الوسيلة للنيل من استقرار هذا البلد .... تضحية رجال الأمن والمخابرات والدرك والقوات المسلحة بأرواحهم من أجل الأردن والأردنيين يشكل أقصى درجات الكرم والوفاء للوطن.
إن الرسالة السامية التي تنهض بها أجهزتنا الأمنية أسهمت في رسم صورة الوطن المستقر الآمن الذي ربما يغبطنا عليها الكثيرون ممن حرموا من العيش بسلام في بلدانهم .ولعل الملفت في أحداث الفحيص والسلط وقبلها الكرك واربد أن اجهزتنا الأمنية تجاوزت الصورة النمطية التقليدية في العمل الأمني والاستخباري لترتاد آفاقا وأطر واسعة تستهدف الإرهاب والخلايا النائمة التي تهدف إلى زعزعة الإستقرار ،والإتجار بالمخدرات ،والخروج على القانون ،واستباحة الممتلكات.
لم يكن مفاجئا لنا أن يكون منتسبي جهاز المخابرات العامة في مقدم الصفوف ،وأن يكون عددا منهم من ضمن شهداء وجرحى حادثتي الفحيص والسلط. لم يعد جل اهتمام هذه الأجهزة متابعة وشاية أو معلومة من فاعل خير لشخص أو موظف غاضب على رئيسه أو مشرفه ،كما لم يعد في أولويات هذا الجهاز متابعة مقالة ناقدة لمؤسسة أو وزارة أو مسؤول ما دام أن هذا النقد متاح بحكم الدستور والقوانين المرعية.مقالات عديدة خطها العديد من الكتاب والنقاد ومن ضمنهم كاتب هذا المقال تتعلق بسياسات الحكومة أو إحدى وزاراتها أو مؤسساتها ولم نتعرض يوما لسؤال أو تم استدعائنا أو التحقيق معنا على خلفية ما نكتب ،ولأجل ذلك نزجي التحية لأجهزتنا الأمنية والإستخبارية التي تعيد النظر دوما بأهدافها وأدواتها متخذة من أمن الأردن والأردنيين أسمى غاياتهم.
اليوم يجمع الأردنيون من كافة مشاربهم ومناطقهم على ضرورة الوقوف خلف قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ،وضرورة توفير أقصى درجات الدعم والإسناذ لهذه الأجهزة التي تضطلع بمهمة حماية هذا الوطن والذود عن سيادته ومكتسباته.أحداث الفحيص والسلط وما سبقها لن تكون هي الأخيرة ،ولكن جهود وسواعد منتسبي أجهزتنا الأمنية ستكون بالمرصاد لمن يريد شرا بهذا الوطن.رحم الله شهدائنا الذين ارتقوا وتمنياتنا الخالصة للمصابين من أجهزتنا الأمنية والمدنيين ،وسيبقى الأردن حصنا منيعا وعصيا على شذاذ الآفاق والمنحرفين الذين يزعجهم هذا التسامح الديني والثقافي والتعايش والأمان الذي ينعم به الأردنيون في مدنهم وأريافهم وبواديهم.