يوم حزين مر على الأردنيين كان بطعم الدم ، وبطعم الخسة والجبن مرة أخرى، اربعة شهداء اليوم ارتقوا إلى عليين والتحقوا بركب شهداء الوطن في جنة عرضها السموات والأرض، قتلوا ظلما وغدرا قتلتهم اخس الأيادي ، وسمعنا أن بعبع داعش من جديد.
داعش البعبع الكرتوني ظهر من جديد ، بعد أن ترسخت قناعاتنا به بأنه بات بعبع الحكومات التي بينها وبين شعوبها قطيعة والدول التي تعاني من الفقر المادي والفكري والثقافي .
داعش بعبع ليس بامتلاكها المال أو الرجال أو القدرة على الموت " حب الموت" ولا القدرة على إرهاب الناس بل خطر هذا التنظيم يكمن في وجود بيئة حاضنة لها ترعاها وتمدها بالعزم أو على الاقل بالقدرة على البقاء .
مرة أخرى نؤكد أن داعش عبارة عن فكر قتل وتدمير وارهاب واحتكام للدم والدمار ، والحل بمعالجة المستنقعات التي ممكن أن تنشأ بها طحالب داعش وليس تركها للبحث عن أعضاء هذا التنظيم والوقوف عن الاسباب التي تنمي الفكر المتطرف لدى من ينخرط في مستنقعها .
داعش ببساطة مقتلها البيئة الحاضنة وليس هزيمتها عسكريا لانها ليست دولة بل تنظيم يتحرك ككثبان الرمال المتحركة .
ماهو المطلوب إذا ؟
المطلوب تحصين الجبهة الداخلية بمكافحة الفساد فكل من الارهاب والفساد سيان جهان لعملة واحدة ،والمطلوب نشر ثقافة التسامح والاختلاف وقبول الاخر ، وترسيخ منهج الوسطية وسماحة الاسلام والشفافية وليس تكميم الافواه بقدر ماهو جعلها تتحدث ضمن المعقول والمقبول .
أرى ويتفق معي الكثيرين أنه من الصعوبة بمكان محاربة فكر متطرف بسلاح اكثر تطرفا ، ومن المستحيل محاربة الجهل والتخلف بمزيد من الجهل والتخلف، فالوعي صمام أمان المجتمعات في محاربة اي فكر متطرف .