قد ضيعتم المواطن وفي الطريق لإضاعة الوطن!!! إلى متى يتم العبث بالملف الإقتصادي بهذا الإستهتار والتجاهل من قبل جهلة ومُغيبين ومُخرفين ؟؟!! لم تتركوا كارثة إلا وأوقعتموها على رأس المواطن الذي بات يترنح كمن يتخبطه الشيطان من المس، استمرئتم السهلَ ولم تركبوا الصعب لم تجدوا إلا جيب المواطن الذي أوصلتموه إلى حالة الوسواس القهري، لم يعد الأردنيون كما عهدناهم أهل النخوة والكرامة والضيافة وإغاثة الملهوف، لقد سرقتم عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم وحولتموهم إلى مشاريع جواسيس لكل طامعٍ بأمن هذا الوطن، لم يعد الوطن منيعاً كما عهدناه فقد هدمتم لبنته الأساس هدمتم أركانه وبنيانه بإذلالكم مواطينكم بالفقر والعوز والحاجة، نعم هذا هو دور الحكومات المتوالية وفريقها الإقتصادي الخائب!!! إلى متى يستمر تخبيصكم في هذا الملف؟؟! تأتونا برجال المال لإدارة ملفات إقتصادية لا علاقة لهم بها، فلمْ يفلح يوماً رجل المال في مجال الإقتصاد فالفكر المالي دائماً يُمثل الكوابح التي توقف المشاريع وتحدّ من توسعها تحت شعار ارتفاع عنصر المخاطرة والخوف من الفشل واعدام جزء من الديون رغم ما حققه رجال المال من نجاحات في جمع الثروات إلا أنهم حجر عثرة في تقدم الإقتصاد ونموه وهذا ديدنهم...

والكارثة الكبرى خدمتهم لأجندات الليبرالية المتوحشة في تطبيق قواعدها ونظرياتها من خصخصة الموارد ونقل سيادة الدولة إلى الشركات المتعددة الجنسيات لتستمر في السيطرة على إقتصاديات الدول النامية والقضاء على مشاريعها ونهوضها التنموي لتبقى اسواقاً تابعة عاجزة عن الإنتاج والتصنيع والزراعة مُعتمدة على ما تُقرره هذه الشركات من سياسات تفرض على الدول بإتفاقيات دولية ، تَمنح هذه الإتفاقيات الحصانة والقوة لتلغي قوانين الدول وتشريعاتها بإعتبارها أقوى ولها الأولوية المُطلقة .

آخر النهفات ما نراه اليوم من إلزام المواطن والتاجر ورجل الأعمال بالتصريح عن أية مبالغ مهما كانت تافهة عند إيداعها في البنوك للحدّ من حركة رأس المال التي تُعتبر اساس في تشجيع الإستثمار وتوطين المشاريع القائمة بغطاء من قانون غسيل الاموال الذي فرضته امريكا على الدول وبنوكها، وأبقت بنوكها ومؤسساتها المالية تعمل بمُطلق الحرية دون الضوابط السخيفة التي تتمسك بها إدارتنا المالية ، حتى ألزموا المواطن والتاجر ورجل الاعمال بالتصريح عن مصدر أي مبلغ يودعه في حسابه مهما كان تافهاً، فأي تفاهة هذه فهل العشرة الآف والعشرين والمائة ألف غسيل اموال؟!! أي خرف هذا غسيل الأموال يا سادة ؟؟!! لا يكون بالملايين ولا بعشرات الملايين غسيل الاموال بمئات الملايين والمليارات ويمارسه علية القوم وعلى روؤس الأشهاد كفاكم غباءً واعتداءً على المواطن بتفاهاتكم !!! فقد يتحول المواطن لتخزين امواله في بيته ويتعامل بالكاش بعد سخافة ما يجري من اسئلة واستجوابات غبية اصبحت تُمارس في البنوك والمؤسسات المالية.