ذكر في " عمون " نبأ استقالة أعضاء هيئة تدريس ممن يشغلون مناصب ادارية في جامعة رسمية كما ذكر أيضاً أن عميد كلية وعدد من رؤساء الأقسام الأكاديمية في جامعة رسمية أخرى قدموا استقالاتهم الى رئاسة الجامعة وعلل المستقيلون اسباب استقالاتهم بالسياسات الإدارية الخاطئة لرئاسة الجامعة ، وقالت مصادر ان العلاقة التصادمية بين العميد ورئاسة الجامعة التي بدت الفترة الأخيرة ملحوظة دفعت العميد لإتخاذ قرار الإستقالة. كما وقد تقدم مجلس كلية الطب بالأجماع في جامعة اردنية رسمية أخرى باستقالتهم في وقت سابق والمثير بالموضوع بأن الأستقالة هذه جاءت بعد حصول الكلية على شهادة الأيزوا وشهادة حصاد التميز.
القاسم المشترك المؤسف بين هذه الحالات هو انها استقالات جماعية.

الا يجدر بنا أن نتوقف عند هذه الاحداث التي تعتبر بالحقيقة زلازل اكاديمية وذلك لتفادي تكرارها بل وما يلحقها من هزات ارتدادية, اقلها خروج العشرات من موقع اتخاذ القرار الى غير رجعة من هذه الصروح الأكاديمية التي يعتمد عليها وطننا فهي مركز لفكره ومفكريه, الم يفني البعض زهرة شبابهم في انشاء هذه المؤسسات وتطويرها حتى حصلت على الأعتراف العالمي وحصدت الجوائز الدولية بالاضافة الى السمعة المشرفة؟

اليست الاستقالات بهذه الطريقة (الجماعية) دليل واضح على الوصول الى طريق مسدود مع الادارات, وتشير ولو ظاهرياً الى أن الامر لم يكن مقبول بتاتاً بالنسبة للمجموعة المستقيلة حتى اضطرت الى اتخاذ ذلك القرار الصعب (اخذين بعين الاعتبار ان البعض يمكن أن يصمت للحفاظ على موقعه بغض النظر عن حجم الكارثة التي يمكن أن تقع بسبب صمته).

الغريب هو انه رغم حاجتنا للكوادر المؤهلة نسمح بمزيد من الاستقالات ومزيد من النفور ومزيد من التعثر (الاداري) الا يكفينا التعثر المالي؟

نحن نعلم بأن اهل الاختصاص هم من يضعون الخطط وجداول الاعمال ومراحل التنفيذ أم ان الغلبة لمن يعلوا بالموقع الاداري مهما كانت نقاط الخلاف؟
وهل اختلاف الرأي مع الاغلبية مبرر لذهابها؟

الن يؤدي الشقاق والنزاع بين قطبي الجامعة "الادارة واعضاء هيئة التدريس" الى الاساءة لسمعتها والى سوء منقلبها؟

ما الحل أذاً ؟ كيف نحافظ على مكتسبات الوطن؟
انني وفي ضوء ما يجري وحيث اننا على مشارف استقلال الجامعات ارى أنه من الواجب عند تقديم استقالة جماعية ان يتم اجراء تحقيق أو على الأقل استعلام من قبل وزارة التعليم العالي للاطلاع على مجريات الاحداث واتخاذ الاجراء اللازم كما ويبدوا اننا بحاجة ماسة لأنشاء مجالس تحكيم للبت بمثل هذه الحالات التي اصبحت تتكرر.
muheilan@hotmail.com