كيف استفحل الفساد وانتشر كسرطان اعجز الاطباء شفاؤه ؟
سؤال على كل لسان اصبح متداولا على شكل تساؤلات تارة وتندر تارة اخرى وغضب " تارات "كثيرة..
عندما نسمع عن قضايا الفساد تشيب رؤسنا مبكرا وان كان البعض في سن مبكرة..
بعضها وصل من الحجم لو جاء في قصص الخيال لا يمكن تصديقه مقارنة بالنسبة والتناسب لعدد السكان والمساحة ومؤسسات رقابية متعددة النشاط وما ان تتكشف الحقائق يصبح الخيال واقعا مرا يضع العقل نفسه في حيرة مما يجري سيما مع ورود تفاصيل عنها..
خيالك لن يأخذك مهما كان غزيرا وخصبا بان قضية فساد تعمل بحجم كبير ونشاط واسع منقطع النظير لمدة تزيد عن عشرة سنوات الا عندما اصبحت حقيقة بين اعيننا..
كيف اصبحنا على هذا الحال؟
وكيف اصبحت المليارات بايدي اناس محددين بعضهم لم يكن يملك حاجاته الاساسية؟
وكيف تكونت هذه الثروات بعضها ايضا تعجز عنه دول البترول والدولار والبزنس؟!
وبالمقابل النقيض المفجع كيف اصبحت البطالة والفقر والعوز حدا فاق دولا كنا نقرأ عن فقرها وندعوا لاهلها بالفرج حتى اصبحت حاويات القمامة مزارات يعتاش منها...؟!
كيف يتقلد البعض الوظائف والمناصب ويتنطنط فيها كالكنغر من مقام الى مقام ومن موقع الى آخر وتفيض بركاته على الاصحاب من حوله في الوقت الذي يحرم آخرين حتى من وظيفة يعتاش منها لكونه خلا من صداقة المحاسيب والشللية والمال وكان سوء حظه انه بن حراث من ملح هذه الارض صرخ مرة بكلمة حق اغضبت جمع الفاسدين والنافذين وجعلوه بين اعينهم بان اقسموا ان يورثوه الفقر والذل والقهر وحتى اهله واسرته ليتادب في حظرتهم وليكتم انغاسه فالصوت والمناصب فقط و فقط للباطل واهله و للمال والفساد والنفوذ وما على الباقين الا ان يتادبوا ويخضعوا ويستسلموا لهم رافعين رايات الذل والهوان..؟!
وحتى ندرك عمق اسباب ما آلت اليه الاحوال علينا ان نستعرض تشكيلة الحكومات وكيف وصلوا ؟!
دققوا جيدا واستعرضوا اوساطهم الاجتماعية وشبكة علاقاتهم ما ظهر منها فقط لان ما خفي لا يعلمه الا من فتحت له الصدف والهياكل ليطلع بنفسه من نسب ومصاهرة وبزنس وتوريث ومال وشللية ندماء الليل شركاء النهار ومن
والاهم ومن ارادوا ان يدخلوه ناديهم طمعا او املا او ذرا للرماد في العيون...؟!
في ظل هذا التشابك المصلحي الاخطبوطي الذي لن يسهل صبر غوره وتفكيكه اصبحت المواقف والمناصب بل وحتى الوظائف بينهم حصرا الا ما ندر قرضة ودين بين هؤلاء اصحاب المال والنفوذ والشلل واصبح ابناء الحراثين ملهاة لهم يبيعونهم العواطف ومعسول الكلام ومواعيد تخويث ليلحسوا به عقولهم مع بعض من القطران لا يسمن ولا يغني من جوع...؟!
وبعد، ، ، تأت كل حكومة وقد تحاوط و احاط بها الحيتان والفاسدين هؤلاء يعملون معها وبها ومن خلالها باساليب غاية في الدهاء ليصبح هدفها وحيدا او يكاد هو تهدئه الناس وتنفيسهم وامتصاص غضبهم واسكات ما تبقى بالسجون لينعم الفساد واهله وليستمروا باساليب اكثر ابتكارا وتشابكا وعنفوانا بعد ان تم تلبيد الناس واخراسهم ..
ولكن السؤال من القلب لمن القى السمع وتصالح مع نفسه ؛ كل هذا التراكمات التي رايناها ونراها وسنراها مستقبلا من سيحصد نتائجها وتكون وبالا عليه عندما ينفجر البركان؟
drmjumian7@gmail.com