"منتدى الرواد" يحتفي بالمسيرة الابداعية للشاعرة جانم
11-08-2018 04:00 PM
عمون- احتفى منتدى الرواد الكبار امس بتجربة الشاعرة عطاف جانم، حيث شارك فيها كل من الناقدة الدكتورة مريم جبر، المترجم والشاعر نزار سرطاوي، الشاعر يوسف عيد العزيز، ادارتها الدكتورة هدى ابو غنيمة.
وقالت رئيسة المنتدى هيفاء البشير ان الشاعرة جانم صدر لها العديد من الاعمال الشعرية منها "شعر لزمان يجيء"، "وبيادر الحلم يا سنابل"، ولها مجموعات قصصية، مبينة إن اقامة هذه الندوة الاحتفالية جاءت لتسليط الضوء على تجربة الشاعرة الثرية والتي تستحق المناقشة.
ورأى سرطاوي ان قصائد جانم زاخرة بالصور، التي هي واحد من الملامح المهمة لشعرها، فلا تكاد تخلو قصيدة منه، وتأتي الصورة بأشكال مركبة تشي بإحساس شفيف بالمفردة والعبارة والمقاطع والقصيدة برمتها والعلاقة التبادلية بينها وبين الموضوع، فالموضوع يولد الصورة والصورة تثري الموضوع وتعمق احساسنا به.
وعرض لنماذج من قصائد جانم التي تتضمن صورا عديدة مثل ديوانها الاول " شعر لزمان يجيء"، خصوصا في قصيدة "تشنجات على اوتار مقطوعة"، فالحس بالصورة البصرية تستدعيها النجوم والعيون المغبرة والجبين المعقود. وخلص سرطاوي الى ان التصوير بأشكاله المتنوعة بقصائد الشاعرة يخرج من عتمة التجريد الى الفضاء الحسي، كما نجد في الصور الشعرية لدى الشاعرة ما يحررنا من اطر الزمان والمكان.
واوضحت الدكتورة مريم جبر جوانب المكان في التجربة الشعرية لجانم كونه يشكّل أحد المفاتيح القرائية المهمة التي يمكن من خلالها ولوج العوالم الشعرية في أعمالها، لافتة إلى أن قصائد هذا الديوان نُظمت بين الإمارات والأردن، فحضرت فيها ملامح كليهما، استدعت، على البعد، ملامح تجربة مكانية أخرى في اليمن.
واشارت الى ان المكان في قصائد جانم له خصوصية يكتسبها من عمق إحساسها وتفاعلها مع المكان، فالمكان حيّ نابض بصوت الذات الشاعرة التي يمكن قراءتها من خلال قراءة المكان، خاصة أن هذا الصوت ما يلبث أن يتماهى بصوت الذات الجمعية، تلك الذات الممثلة لتجربة عموم ممتدة عبر تاريخ من الهزائم والمعاناة التي تتفجر في قصيدة عطاف غضبا،ً وثورة، وحلماً، وحفنة أسئلة تحكي حكاية وطن وأرضا مغتصبة.
وقالت جبر ان تلك الأرض التي لم يكن اغتصابها "انتهاكً مجرد للجغرافي أو عدوان عابر عليها، بل هي للشاعر العربي عدوان على حريته وتماسكه وبهجته الإنسانية"، الأمر الذي يجعل من الأرض مركز انبثاق اللحظة الشعرية وموطن مآلها النفسي والجمالي.
وراى الشاعر يوسف عبدالعزيز أن أوّل ما يلفِتُ النظر في ديوان "مدار الفراشات"، للشاعرة هو العنوان، فالمطلع عليه سيصاب بالقنوط والأسى، بسبب الألم الكاسح الذي يتصبّب من القصائد، فالعنوان وما يثيره من أحاسيس رقيقة ومبهجة، هو بمثابة معادل موضوعي لحالة الخراب التي تهيمن على أجواء الديوان.
وبين ان الديوان يتضمن قصيدة بعنوان "المغنى"، التي توجه في بدايتها الشاعرة بعض اللوم لهذا المغنّي الذي تقاعس عن عمله، في تنسيق الجمال، فلم يعد يضفّر شعر الرياح، ولم يعد يسري إلى الحقول ليغسل وجه الحجارة والصباحات بغنائه.
واستهلت الدكتورة هدى ابو غنية الندوة بالاشارة الى ان جانم تمتلك ادواتها باقتدار وتمكن، ولديها ثقافة شعرية تراثية ومعاصرة عالية وقادرة على التطوير والارتقاء، فهي تلتزم بشعر التفعيلة الذي يوفر لها مساحات ارحب من حرية التداعي.
وفي ختام الاحتفالية قرأت الشاعرة جانم مجموعة من قصائد ديوانها الجديد "مدار الفراشات".