القنبلة الديمغرافية الفلسطينية .. والعجز الاسرائيلي لضم الضفة
عودة عودة
11-08-2018 12:33 AM
يتساءل المرء: لماذا أقدمت الحكومة الاسرائيلية على ضم القدس الشرقية لاسرائيل عشية حرب حزيران العام 1967... وكذلك ضمها لهضبة الجولان العام 1981 وبعد 14 عاما من حرب حزيران...ولم تقدم على ضم الضفة الفلسطينية وقطاع غزة الى اسرائيل حتى كتابتي هذه السطور..؟!
ما جرى...
فقد قامت الحكومة الاسرائيلية ولاول مرة وبعد 51 عاما من احتلال الجولان العام 1967 بعقد مجلس الوزراء هناك قبل نحو شهرين وبرئاسة بنيامين نتانياهو نفسه وقيل ان الاجراءات الامنية حول مكان الاجتماع غير المسبوق كانت كبيرة ومشددة..
قبل ايام قليلة فوجئت الحكومة الاسرائيلية برفض العرب الدروز في الجولان المحتل لقانون جديد يؤكد ان "اسرائيل"هي دولة قومية للشعب اليهودي ليس غيره من الشعوب."..!
وفعل مثلهم واكثر العرب الدروز في"اسرائيل"حيث تجمع عشرات الالوف في ميدان رابين في تل ابيب للاحتجاج على القانون ورفضه وقد فاجأ ذلك نتانياهو نفسه واصفا ما جرى من الدروز هو نوع من"الخديعة"للحكومة و المجتمع الاسرائيلي.. وهذه المرة يأتي من المواطنين الدروز الذين رفعوا لافتات تطالب بالغاء القانون والنضال من اجمل الهوية والحق في العيش الكريم وبمساواه وكرامة..ويشكل الدروز 20% من سكان اسرائيل..!
اما بالنسبة لقطاع غزة فلم يفكر اي مسؤول اسرائيلي بضمه الى دولة اسرائيل منذ قيام اسرائيل العام 1948 لضراوة شعبه وشدة بأسه...فدوما كان يتمنى رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين ان يستيقظ في اليوم التالي فيجد غزة قد هوت غارقة في اعماق البحرالمتوسط...وقد اجبرت شجاعة اهل قطاع غزة رجالا ونساء واطفالا الجنرال ارييل شارون والذي يسمى في الشارع الاسرائيلي ب "البلدوزر"..على الانسحاب مرغما من قطاع غزة العام 2005...
وهنا يأتي السؤال الاهم..
لماذا لم يقم اي رئيس حكومة او مسؤول اوكاتب اوسياسي وغيرهم في اسرائيل بالدعوة الى ضم الضفة الفلسطينية الى دولة اسرائيل والتي يطلق عليها الاسرائيليون(يهودا والسامرة) حسب التعاليم التوراتية اليهودية...؟!
وللحقيقة والتاريخ..
فبعد ايام قليلة من حرب حزيران 1967 وفي اجتماع لمجلس الوزراء الاسرائيلي برئاسة ليفي اشكول ابلغ ابا ايبان وزير الخارجية مجلس الوزراء بان اتفاقا قد تم بين اسرائيل والبرازيل وبدعم اميركي لترحيل جميع سكان الضفة وخلال ايام قليلة الى البرازيل وبالطائرات..وزير العدل الاسرائيلي اعترض واعتبر الاجراء تطهيرا عرقيا مخالفا للقانون الدولي الانساني يعرض اسرائيل والبرازيل معا للمساءلة امام محكمة الجنايات الدولية.فصرف مجلس الوزراء الاسرائيلي نظره عن الفكرة....!
وهنا يأتي الجواب...
منذ بن غوريون مرورا ببيغن وغولدا مائير واشكول ورابين ونتانياهو وغيرهم من قادة اسرائيل البناة الاوائل والحاليين اجمعوا على ان تكون اسرائيل خالية من الفلسطينيين..بيغن كان يقول:لم اسمع بان هناك شعبا اسمه الشعب الفلسطيني..!
لماذا يجمع معظم قادة اسرائيل على ضرورة ان تكون فلسطين خالية من الفلسطينيين؟..فلو ضمت اسرائيل الضفة اليها (اكثر من ثلاثة ملايين عربي) غدا فسيكون اكثرية سكان اسرائيل من العرب وربما سيكون رئيس الدولة ورئيس الحكومة والبرلمان وغيرهم..من العرب الفلسطينيين..انها القنبلة الديموغرافية الفلسطينية.المرعبة للكيان الاسرائيلي منذ بدايات انشائه وحتى الان.. ومستقبلا..!
الراي