فدوى البرغوثي .. امرأة بالف رجل!!
رجا طلب
10-08-2018 07:31 PM
تكنّ زوجة الأسير البطل مروان البرغوثي السيدة فدوى البرغوثي لجبريل الرجوب كراهية وازدراء كبيرين، فجبريل الرجوب لم يكن يوماً على وفاق مع المناضل الفلسطيني، وكان يحيك له المؤامرة تلو المؤمرة منذ تولى قيادة جهاز الأمن الوقائي، فيما كان يتولى البرغوثي قيادة تنظيم حركة فتح في الضفة الغربية. حتى أن الصحافة الإسرائيلية اتهمت الرجوب بأنه هو من كشف عن مخبأ مروان في رام الله خلال عملية السور الواقي عام 2002 وأبلغ قوات الاحتلال عنه وسهل عملية اعتقاله.
وعندما نقارن بين صورة الرجلين لدى الشارع الفلسطيني نجد أن البون شاسع بين الصورتين. فلقد كنا وما زلنا نلمس مستوى الحب والاحترام الذي يكنه الشارع الفلسطيني لمروان بينما نشعر بعكس ذلك تجاه شخصية جبريل الرجوب الذي طاردته ومازالت تطارده الفضائح الأمنية والمالية والسياسية من "تسليم خلية صوريف" عام 1997 للجيش الاسرائيلي مروراً بتسليم مقر الأمن الوقائي والسجناء فيه عام 2002 لجيش الاحتلال، حتى فضيحته في إفشال إضراب الاسرى في العام الماضي.
آخر ما تسرب عنه هي تلك المواجهة مع فدوى البرغوثي، وذلك خلال اجتماعٍ للمجلس الثوري لحركة فتح والذي عقد يوم الثلاثاء الماضي لمناقشة آخر المستجدات الفتحاوية، وكان في مقدمها قرار الرئيس عباس اقالة وزير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الوزير عيسى قراقع، وهي الإقالة التى اتهم جبريل وحلفاؤه بالوقوف وراءها.
وفي الوقائع، فقد اقتحم الرجوب اجتماعاً لأعضاء المجلس الثوري الثلاثاء الماضي وبدأ بشن هجوم على "إضراب الأسرى" في المعتقلات الذي نفذه سجناء الحرية في أبريل (نيسان) من العام الماضي، واعتبره الرجوب بمثابة مؤامرة ضد الرئيس عباس والمس بمكانته والإضرار بشعبيته، ووصف الرجوب هذا الاضراب "بالانقلاب" على القيادة الفلسطينية الشرعية ورمزها محمود عباس. وخص الرجوب بالاتهامات تلك كلاً من مروان البرغوثي، ووزير شؤون الاسرى المٌقال عيسى قراقع والقيادي بفتح قدورة فارس. وقال الرجوب إن ست ساعات لن تكفيه للحديث عن ملفات فساد قدورة ونادي الأسير وفساد قراقع.
فدوى البرغوثي تصدت للرجوب وقالت له: أنت وقفت متحالفاً مع الاحتلال ضد الأبطال السجناء، وعملت بكيد وتآمر لإفشال الإضراب الذي هز دولة الاحتلال، وأضافت قائلة: الحقد وحده هو المحرك لك لتصفية حساباتك مع المناضل عيسى قراقع والمناضل قدورة فارس لأنهم وقفوا مع أسرانا الأبطال ضد السجان الغاصب، مشيرة الى أن ما يحصل من تصفية حسابات مع الوزير عيسى قراقع كان قد ورد نصه في رسالة الافتراءات والكذب التي صاغها ابن عمك الأسير جمال الرجوب بتكليف شخصي منك. وأضافت البرغوثي قائلة إن ملفات الفساد التي تستحق أن تُفتح ويُحاسب صاحبها هي ملفاتك، وخاصة علاقاتك النسائية المُخزية.
عندما أكتب عن مروان البرغوثي فإنني أكتب عن شخصية عرفتها في مواقف مختلفة وعبر سنوات عديدة، كان أولها عام 1987 عند بدء الانتفاضة الأولى وعند إبعاده مع مجموعة من المناضلين إلى عمان حيث رتبت لهم زيارة إلى دولة الكويت وكان في استقبالهم هناك الرئيس عرفات وسليم الزعنون وعدد من قيادات منظمة التحرير منهم أبو علي مصطفى وسليمان النجاب وغيرهم، وفي أول تقرير كتبته عن المحررين من السجون الاسرائيلية أبديت إعجابي بشخص مروان البرغوثي الذي كان يحمل في لغة جسده وفي خطابه السياسي عنفواناً واضحاً، يؤشر على ملامح مبكرة لشخصية قيادية بارزة، وهو أيضاً ما أشارت إليه تقارير أخرى غير تقريري في جريدة "الوطن" الكويتية وقتذاك، بينما الرجوب الذي كان مبعداً هو الآخر، لم يكن ملفتاً للانتباه حيث صادفته خلال رحلاتي المتكررة إلى تونس قبل الاحتلال العراقي للكويت، وبعده في مطلع التسعينات وفي بداية الألفية الجديدة والتقيت به في عمان والقاهرة عدة مرات هو وبموضوعية شديدة شخصية إشكالية تجيد استعداء الآخرين والتصادم معهم .
كان الرجوب ومازال مادة دسمة ومثيرة وبخاصة في ما يتعلق بعلاقاته الوطيدة مع الاحتلال الإسرائيلي والتنسيق الامني إلى درجة يعتبر أحد الرموز المتطرفة لهذا التنسيق والتعاون، وهو أمر لا يخجل منه على الإطلاق ولا يبذل جهداً في نفيه وهي حالة لا أعرف ماذا يمكنني تسميتها، أهي شجاعة أم ماذا؟؟.
24: