عيد الاستقلال .. لحظة وطنية للمراجعة !!
د.احمد القطامين
25-05-2009 07:35 AM
عيد الاستقلال ، عند اية امة، ذكرى وطنية جميلة ومحفزة تشير الى الانعتاق الوطني من الاستعمار وبداية تشكل الدولة الوطنية.. وهو بذلك يصبح ذكرى كأية ذكرى اخرى ذات وقع خاص.. يستمد اهميته من كون الاستقلال بداية لتطورات لاحقة تستغرق الزمن كله.. تطورات ترسم "خريطة طريق" المستقبل وتبين كيفية المحافظة على الوطن على السكة الصحيحة.
اليوم ونحن نحتفل بعيد استقلال بلادنا يحدونا الامل بأن الذكرى ستكون دافعا لكل مواطن فينا لمزيد من العطاء ومزيد من ابتكار الحلول الابداعية كل في مجال عمله، تلك الحلول التي تساهم في التصدي للمشاكل والتحديات التي كانت وما زالت تواجه النهضة الوطنية وتحد من قدرة الاجيال المتعاقبة على بناء الاسس السليمة لخلق مجتمع مدني منتج.. مجتمع يتفاعل مع معطيات الحياة ويسخرها لخدمة اهدافه الوطنية في التقدم والنماء.
ان الشعوب الحية تتمتع بذاكرة قوية.. فعندما تخطئ تصحح الخطأ وتبقى في حالة يقظة لمنع الظروف التي انتجت ذلك الخطأ من ان تتهيأ لها الفرصة مرة اخرى للوقوع.. وهكذا يصبح الشعب شعبا متعلما يمنع تكرار نفس الاخطاء ويستفيد من تجربته السابقة في انقاص احتمالات وقوع الاخطاء المستقبلية الى ادنى مستوياتها الممكنة.
الشعوب الحية تمتلك قدرة فائقة على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.. وتستفيد ايضا من تجاربها السابقة في عملية الفرز النوعي للكفاءات بين شخص مناسب لوظيفة محددة واخر قد لا يكون مناسبا لتلك الوظيفة بينما يكون مناسبا لوظيفة اخرى.. وتنهج نهجا وطنيا في الاستفادة من القدرات الوطنية وتهيئتها وتوزيعها على انشطة الوطن الحيوية.. تلك الانشطة التي تمنع الانحراف عن جادة الوطن وتحول دون تسليم مقدرات الوطن الى اشخاص لا تمكنهم قدراتها الفردية من الارتقاء بالاداء الى المستويات الوطنية المطلوبة.
اذن لنحول عيد الاستقلال الى لحظة وطنية للمراجعة واستخلاص العبر .. ولنحدد عوامل القوة الوطنية من اجل تعظيمها وعوامل الضعف الوطنية من اجل اضعافها استعددا لاستبدالها بعناصر قوة جديد..
وتحية للوطن الحبيب وقيادته الشابة في عيد استقلاله..
qatamin8@hotmail.com