وقفت الفتاة المنتمية لهيئة شباب كلنا الأردن – فرع مادبا تقول لو سمحتم نريد أن نشارك في النقاش حول أوراق العمل التي بحثها مؤتمر تم عقده بالتعاون والتنسيق بين أكاديمية الشرطة الملكية وجامعة الشرق الأوسط تحت عنوان "الأمن المجتمعي – مسؤوليات وثقافة" وكان عتبها على رؤساء الجلسات مهذبا ودودا وصارما في آن معا، وربما جسدت صفات "النشمية" في أبهى معانيها وأبعادها !
كانوا مجموعة من شابات وشباب كلنا الأردن مدعوون إلى ذلك المؤتمر الذي رعاه عطوفة الأخ والصديق اللواء فاضل الحمود، وناقش في ثلاث جلسات عمل أبحاث علمية عن جوانب عديدة من نظريات ومفاهيم وعناصر الأمن المجتمعي، ودور مؤسسات التعليم العام، والتعليم العالي، في تعزيز الأمن الوطني، وإمكانية وضع مواد دراسية تعنى بالأمن المجتمعي، باعتبار الطلبة في جميع مراحل التعليم هم الأساس المتين الذي يمكن أن يبنى عليه الأمن الشامل من ناحية، وباعتبارهم الفئة الأكثر استهدافا من قوى الشر والانحراف والتطرف والإرهاب من ناحية أخرى.
نهضت الفتاة رافعة يدها بعد أن حصلت على "المايكرفون" باجتهاد منها، وقالت نحن هنا، وقد تم التغاضي عن أيادينا ونحن نرفعها عقب الجلستين الأولى والثانية، والآن نريد أن نشارك بآرائنا، ونحاور المتحدثين، وفي تلك اللحظة شعرت أنا شخصيا أن شباب كلنا الأردن لخصوا لنا من خلال موقف احتجاجي منطقي وموضوعي وراق أيضا، النقطة الأعمق للأمن المجتمعي، وهي المبادرة الوطنية النقية من الشباب المستهدف في أي جهد مسؤول لتحقيق الأمن، وكأنهم يقولون نحن شركاء ولسنا متلقين يفرض علينا الكبار نهجهم في التفكير بأمر يهمنا أكثر من غيرنا، لأنه يمس حاضرنا ومستقبلنا، ولأننا نشكل الشريحة الكبرى من المجتمع الذي يساهم في تعميق وتثبيت المنظومة الأمنية بجميع أبعادها.
في اجتماع تقيمي للإجراءات التنظيمية للمؤتمر اتفقنا على أن هذه آخر مرة يجلس فيها الشباب والطلبة في الصفوف الخلفية، متلقين غير مشاركين إلا في حدود ضئيلة، ومن الآن وصاعدا سيجلسون على قدم المساواة مع الباحثين والأكاديميين، يشاركون ويحاورون ويقترحون التوصيات لأنهم مثلما قالت تلك الفتاة الرائعة "نحن هنا"!