"الكرك الوطني" يفند مجمل الاوضاع القائمة على الساحة
08-08-2018 05:05 PM
عمون - محمد الخوالدة - اصدر الملتقى الوطني لمحافظة الكرك بيانا عرض فيه لمختلف الاوضاع القائمة على الساحتين الوطنية والخارجية ، وجاء اصدار هذا البيان وفق القائمين عليه إدراكاً لمختلف الأخطار والتحديات التي تعصف بالوطن على مختلف الصعد الداخلية والخارجية في ظل ماوصفوه بانعدام أجواء الشفافية والوضوح وغياب الموقف الرسمي المسؤول وسيادة ماقالوا انه خطاب التضليل.
وورد في بيان الملتقى مايلي:
ــ على الصعيد المحلي:
-------------------
يرى الملتقى الوطني لمحافظة الكرك أن الالية التي تشكلت بموجبها حكومة الدكتور عمر الرزاز وتركيبتها وبرنامجها جاءت استمراراً للنهج السابق ومخالفةً بالمطلق لمطالب الشعب الاردني التي عبر عنها في هبته المجيدة في أيار الماضي برحيل حكومة الجباية والإفقار وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ومغادرة النهج السياسي ـ الاقتصادي الذي سارت عليه الحكومات المتعاقبة رضوخاً لسياسات وإملاءات صندوق النقد الد ولي، إلا أن هذه الحكومة والتي اشتملت على ستة عشرة وزيراً من الحكومة السابقة التي سقطت شعبياً، ضربت بعرض الحائط مطالب الشعب واستمرت بنفس النهج الاقتصادي الذي سارت علية الحكومة السابقة وما قبلها ولم تقدم رؤيا ونهج بديل يقوم على أساس بناء اقتصاد وطني قوامه تعزيز القطاع الانتاجي والاعتماد على الذات ومغادرة نهج الجباية والاقتراض ، وحذر البيان من مغبة الاستمرار في هذا النهج والاستهتار بمطالب الشعب التي عبر عنها في "هبة ايار المجيدة"
و"تابع" البيان : إن الحديث عن الاصلاح السياسي والاقتصادي يتطلب توافر إرادة حقيقية بوضع برنامج إنقاذ وطني قائم على مبدأ " الشعب مصدر السلطات " وإطلاق الحريات الديمقراطية وبناء اقتصاد وطني مستقل عن هيمنة مراكز الرأسمال العالمي، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى يتطلب تنظيف البيت الداخلي من هوامير الفساد التي استباحت وأهدرت مقدرات الوطن في غياب الرقابة والمحاسبة الحقيقيتين، لا بل على مرأى وتواطؤ كبار المتنفذين بحيث أصبح الفساد مؤسسة متغلغلة في كل مفاصل الدولة وأجهزتها، واضاف البيان : إن التصدي للفساد ومقاومته واقتلاعه من جذوره يتطلب فتح هذا الملف على مصراعيه وكشف كل رموز الفساد وأدواته ومحاسبة الفاسدين واسترداد أموال الشعب ومقدرات الوطن المنهوب ، واشار البيان إن الشعب الاردني الأصيل بمختلف فئاته وانتماءاته السياسية الوطنية الذي خرج إلى الساحات والميادين في أيار الماضي وأسقط حكومة هاني الملقي ومن قبلها حكومات، لن يتوانى في أخذ زمام المبادرة من جديد إن لم يرى إرادة سياسية حقيقية لمغادرة النهج .
والمطلوب للخروج من الحالة السابقة بحسب البيان برنامج وطني للإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد، يجسد الإرادة الوطنية الشعبية المنبثقة من حوار وطني تشارك فيه كل مكونات الشعب السياسية والحزبية والنقابية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني .
ــ على الصعيد الاقليمي :
---------------------
يرى الملتقى الوطني لمحافظة الكرك أن قضيتنا المركزية فلسطين والصراع العربي الصهيوني تمر بمرحلة خطيرة جدا من مشاريع التصفية و فرض الكيان الصهيوني ككيان طبيعي و مقبول ضمن الإقليم، حيث ترى الدوائر الامبريالية و الصهيونية أن حالة التردي العربي و الانقسام و الضعف و طغيان الصراعات البينية بمختلف تجلياتها و انحراف البوصلة عن التناقض المركزي مع الكيان الصهيوني تشكل فرصة غير مسبوقة و بيئة مناسبة لتنفيذ مشروعهم التاريخي لتصفية القضية الفلسطينية تحت ما يسمى "صفقة القرن" و التي بدأت تطبيقاتها العملية منذ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة و مؤخرا بصدور قانون ما يسمى بـ"قانون القومية" الصادر عن كنيست الكيان الصهيوني و الذي الغى من طرفه حقوق الشعب الفلسطيني بالعودة و تقرير المصير و اقامة دولته الوطنية على ارض فلسطين و عاصمتها القدس ، و اقتصر ممارسة هذه الحقوق باليهود فقط على ارض فلسطين التاريخية.
إننا في الملتقى الوطني لمحافظة الكرك ننظر بقلق شديد لما يتسرب من اشتراطات على الاردن و مطالبته بالغاء صفة اللجوء لمليوني فلسطيني يقيمون على ارضه كمدخل لالغاء حق العودة عربيا بعد ان الغاه القانون الصهيوني سالف الذكر ، خاصة أن هذا المطلب يترافق مع أخبار تتحدث عن حملات تجنيس للفلسطينيين في بعض الدول العربية و الدول الاوروبية و كذلك الهجمة الامريكية لإضعاف و انهاء الوكالة الدولية لإغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونوروا- الشاهد الدولي على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
لقد أصبح من الضروري الملح وفق البيان أن تخرج القيادة السياسية للبلاد الى الشعب بخطاب واضح لا لبس فيه تحدد موقفها من هذه المشاريع و تؤكد على الثوابت الاردنية فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني و بالقضية الفلسطينية و مضمونها: الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية و حق الشعب الفلسطيني بالعودة و تقرير مصيره على ارض فلسطين و اقامة دولته الوطنية و عاصمتها القدس، و هنا لابد من التأكيد على أن الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين لم يكن في يوم من الأيام قضية خارجية و بعدها قومي فقط بالنسبة للاردن بل هي قضية خاصة تدخل في حساب المعادلة المحلية كذلك، فلا تزال طموحات القوى الصهيونية بكل تلاوينها تنظر الى الاردن ككيان وظيفته ان يحتوي تداعيات المشروع الصهيوني الإمبريالي على أرض فلسطين، إما من خلال ما يسمى بالوطن البديل المرفوض فلسطينيا و اردنيا أو استيعاب موجات التهجير - الترانسفير - لشعبنا الفلسطيني من أرضه التاريخية.
و يبقى الرهان كما جاء في البيان على صمود شعبنا في فلسطين - رأس الحربة في مواجهة مشاريع التصفية- الذي على صخرة مقاومته ستتحطم كل المشاريع المشبوهة و الرهان كذلك على شعبنا الاردني و قواه الحية للتصدي لكل المشاريع و الدعوات المشبوهة و المحافظة على الوحدة و النسيج ، فالوطنيون ضمانة امن واستقرار البلاد ، و ندعوا القيادة السياسية الى عدم الإنخراط و الإنجرار إلى سياسة الأحلاف الاقليمية الهادفة الى اشعال المنطقة بحروب عبثية و حرف بوصلة الصراع عن العدو المركزي: الكيان الصهيوني.
وختم البيان : إننا في الملتقى الوطني لمحافظة الكرك إذ نتابع و نرقب فشل مشروع تقسيم و تفتيت سوريا و توالي هزائم فلول الارهاب نرى بصيص الامل ببداية انكفاء المشروع الامبريالي الصهيوني في عموم الاقليم و مدخلا لاعادة الاعتبار للمشروع الوطني العربي ."