عمون- قال أستاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتور توفيق شومر إن الفيزياء الكلاسيكية قبلت بالسببية الحتمية، فلم يكن هناك أي إشكال في إيجاد العلاقة بين السبب والنتيجة، ولكنها وضعت هذه العلاقة في شكل رياضي، فأصبح هناك علاقة مزدوجة بين الحوادث.

واعتبر الدكتور شومر في محاضرة بعنوان "السببية وإشكالياتها في الفلسفة والعلم" مساء امس الثلاثاء بمقر الجمعية الفلسفية الاردنية بعمان، أن نقد قانون السببية ابتدأ بالعصر الوسيط، وظهر عند الإمام الغزالي في مبدأ التجويز، إذ اعتبر الغزالي أن تلازم السبب والنتيجة ليس ضروريا، بل أن ذلك مرتبط بالإرادة الإلهية، إذ اوضح أن النار ممكن أن لا تحرق، وكذلك جز الرقبة لا يقود للموت ضرورة إلا بإرادة الله، وإذا شاءت إرادة الله فإن القانون يتعطل .

ولفت إلى أن المحطة الثانية في التشكيك بالسببية جاءت من الفيلسوف الإنكليزي التجريبي ديفيد هيوم الذي قال أن الترابط بين ظاهرتين هو عبارة عن عادة وليس ترابطا ضروريا. واستعرض المحاضر مفهوم الإحتمال الذي ظهر في فيزياء الكم، والذي تجاوز مفهوم الحتمية والضرورة.

وبخصوص الحلول الممكنة لمشكلة السببية بين أن ذلك يمكن أن يتم من خلال التحول من التعريف النمطي للسببية إلى تعريف أوسع يضم أشكال مختلفة من السببية، مثل السببية المباشرة (الحتمية)، والسببية الإحتمالية المستندة للتجويز والاحتمال، والسببية بالتأثر المرتبطة بتوليد الحادثات من حدث أصلي.
وفي ختام المحاضرة التي أدارها الباحث مجدي ممدوح، جرى نقاش مع الحضور حول مسائل فلسفية ورياضية تتعلق بموضوع المحاضرة. (بترا)