قضية للنقاش .. استقلال الوطن مظلة للشباب والشياب ولكن .. هل من إنضاج للحوار والأدوار بينهما؟
د.حسين محادين
24-05-2009 03:27 PM
تحية لشهدائنا من الأجداد والأحفاد ولقيادتنا الهاشمية منذ التأسيس وتواصلا مع التعزيز بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين و الذين كرسوا الاستقلال كخبز وهواء حياتنا كأردنيين عربا ومسلمين.
*الفرق بين مُصطلحي الشباب والشياب هو النقطة التي تقبع مُستقرة تحت كلمة شياب والذين ندين لهم بالوفاء والامتنان أولا ؛ ليس لكبر سنهم فقط رغم انه واجب ديني وأخلاقي يجب أن يتواصل عبر الأجيال في مجتمعنا الأردني الشاب كما تشير المعطيات الإحصائية والحياتية معا،ولكن لأن هؤلاء والشياب هم المؤسسون الذين مارسوا حقهم- عندما كانوا شبابا- وكجزء من قانون الحياة وقتئذ بأهمية أن يقتنع أسلافهم بأن" جيلا يُسلم جيلا بعدة العلما" هو القانون المستدام في الحياة ومع هذا يبدو أن الحوار بين الأجيال في وطننا العربي يختلف عما هو الحال عليه في مجتمعات المعمورة الأخرى ؛ ولعل من العوامل المؤدية لهذا الاختلاف الذي غالبا ما يكون لدينا صراع بين الأجيال وليس حوارا في ما بينهم، هو اعتقاد الكبار بأنهم يحتكرون الحكمة والمعرفة والفضيلة في الحياة لوحدهم دون اعتبار لطبيعة واتجاه التغيرات العلمية والاقتصادية أو التقانية "التكنولوجية "المعاصرة التي تميل لصالح كفة الشباب هذه الأيام من جهة "؛ ومن جهة أخرى غياب المؤسسية الحقة حضورا وتأثيرا في حياتنا العملية كعرب وبالتالي استمر دور القائد الفذ- في ثقافتنا الحياتية المختلفة عربيا إلى الحد الذي وصف احد العلماء العرب هذا الواقع قائلا " في الوطن العربي لا يوجد "بيروقراطية "/ سلطة الجماعة والمكتب المنظمة بأدوار وفقا للكفاءة؛بل يوجد "بدوقراطية"- أي إدارة القائد /الفارس الذي يصلح إلى كل المواقف والقرارات عبر تكدس السلطات بيده و دون شراكة أو حتى استشارة احد ولو كان مُختصا في حقل ما رغم ارتفاع نسب التعليم وبأنواعه بين أبناء امتنا العربية.
* ولان ألاردن جزء من أمته كما ينص دستورنا ، فلا ضير من التحاور عن ماهية الواقع الإجرائي الذي انبرى له كل من شيابنا- الذين نوقر- وشبابنا الذين ننتظر حضورهم الأبرز على مسرح وطننا الحبيب الأردن، وعبر مؤشرات وتساؤلات عديدة على سبيل المثال لا الحصر:-
- على صعيد قيادتنا الدستورية يُمثل جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين القدوة والقيادة الشابة ، إذ جسد بحق الأمثلة اللافتة والأنموذج الدينامكي الحاضر التأثير والتغيير الايجابي على المستويات كافة محليا وعربيا وعالميا ؛ وبالتالي شكل جلالته الرصيد المتجدد للشباب والتفاؤل في كافة إنحاء المعمورة مُدعما بهذا حقيقة أن الحكمة والمعرفة وصنع القرار المبادر ليس حكرا على الكبار فقط . أما محليا فلدينا حزمة من التساؤلات برسم الحوار على أكثر من صعيد جماعي ومؤسسي منها:-
- ما هي نسبة الشباب من الجنسين الذين يُشغلون مواقع متقدمة في صنع القرار الأردني نسبة إلى مجمل القطاع الشبابي في مجتمعنا الشاب أصلا كما أسلفت ، مع تأكيد اعتزازنا بعطاء شيابنا على الدوام .
- ما هي نسب الشباب الذين يُشغلون مراتب عليا في أحزابنا خصوصا وان العمل الحزبي مُترسخ في مجتمعنا منذ عشرينيات القرن الماضي أي منذ تأسيس إمارة الشرق العربي/الأردني وللان .
- كيف ينظر ويتعامل شيابنا إلى الشباب و قدراتهم على تقديم المشورة والانجاز الواضحين في ظل تدني نسب التشاركية في صنع القرار بداء من الأسرة ووصولا إلى مؤسسات العمل العام بقطعية العام والأهلي .
- ما هو واقع الحوار بين الشباب والشياب في مجتمعنا الحداثي الناهض وكيف انعكس على تبلور هوية مجتمعنا العربي المسلم ونحن نقرا ما يأتي من نتائج دراسة الدكتور موسى أشتوي الأخيرة عن إجابات الشباب الأردني ضمن مجتمع الدراسة – المنشورة على موقع عمون 23/5/2009 من أن :-
68.2% *يشعرون بان إحراز تقدم في الحياة لا يعتمد على المجهود الذي يبذلونه شخصيا بل على خلفياتهم الأسرية ومكانة أسرهم في المجتمع.
71.4* % منهم لديهم الشعور على المستوى الفردي بالاغتراب الذي يتجلى بشعور الغالبية من عدم قدرتهم على المساهمة في كثير من قضايا المجتمع والتعبير عن أفكارهم بحرية, الأمر الذي يتمخض تدني الرغبة في المشاركة في الخدمة العامة للمجتمع.
وتزداد الصورة قتامه عندما نجد أن نسبة اقل من 50% بقليل تُقر لنفسها بخرق القانون إذا كان ذلك يصُب في مصلحة العائلة.
50% *من الشباب يهمهم فقط تحقيق النجاح الشخصي بغض النظر عن الوسائل.
50% من الشباب ترى بأن الفرو قات بين الأغنياء والفقراء هي الأكبر في المجتمع الأردني.
أنها دعوة للحوار عبر شهادات حية نطرحها بين يدي الاستقلال مملئة بالرغبة أن يكون ذراع الحوار والانجاز متقدما على تبادل التهاني بالمجاملة التي نُحب أيضا.