ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض بها الأردن إلى هذا الكم من الضخ من الأخبار المزيفة، ولكنها، المرة الأولى التي تتسلل بعض هذه الأخبار إلى نفوس البعض، من المشككين.
كما أنها المرة الأولى التي يجري تداولها على نطاقٍ واسعٍ من خلال الوسائل كافة، وبحجم بات يصبح ظاهرة، وحديثاً يومياً على مدار الأيام الماضية.
ولا شك أن هذه الأقاويل والأخبار المزيفة التي باتت معروفة المصادر سواء بما "تفبركه" بعض الأذرع الإعلامية المرتبطة بدولٍ اقليمية تريد خلق أزمات، مثل صحيفة الديار التي باتت مكشوفة المضامين والتوجهات وبمستوى كذب مرتفع.
الأردنيون في غالبيتهم، ورغم التداول الواسع في الشوارع والطرقات والبيوت والمجالس كانوا يملكون وجهاً آخر عما كنا نراه عبر "التواصل الإجتماعي"، إذ بقيوا على طمأنينتهم.
وحديث جلالة الملك خلال ترؤسه لجانب من جلسة مجلس الوزراء، أعاد إلى الينا ندىً ودفئاً، خاصة والأجواء التي تمر بها البلاد من عملٍ لتفكيك إحدى شبكات الفساد والتوسع بالعمل والعناوين نحو ذلك.
ولكن، الدروس المستخلصة من هذه "الفترة" التي أتخمت بالإشاعات هو أننا أمام نمطان أو سياقان ينتابان مجتمعنا الأردني .
والأول هو مجتمع التواصل الاجتماعي بأدواته كافة وحجم التداول الكاذب الذي شابه بكل انسيابية، والثاني المجتمع الأردني بمجالسه وطرقاته ويومياته.
وما بينهما، وجب التذكير بدور الإعلام أنه حين ينحرف لينقاد يصبح مادة للتواصل الإجتماعي بينما إن أراد أن يقود وينقل يوميات الأردنيين وهمومهم وشكواهم ويحث المسؤول على التحرك فإنه يقود.
وما بين كل ذلك وجب الإيمان بأن الأردن قادر على مواصلة الدرب بهمة قيادته وحكمتها.
حمى الله وطننا الهاشمي