هجرة الاردنيين هدف استراتيجي وليس مجرد جواز سفر ..
المحامي اسامة البيطار
07-08-2018 06:18 PM
عمون - يكاد لا يمر يوم الا وانا على موعد مع عميل لإغلاق شركه او تصفيه مؤسسه حتى ظننت اني مكتب للتصفيه لا مكتب محاماه !
الى اين وما السبب ... هو السؤال الذي أبادر سؤاله لهذا العميل ..؟ الجواب هو ان ؛ (البلد معيده )(ما في شغل )(خسارات متراكمة )(حكومات لا ترحم )(ضرائب عاليه )(فساد لا يمكن اجتثاثه)....الخ
هذا الواقع المجنون الذي احبط مئات ولا ابالغ ان قلت ألاف التجار وغيرهم من اصحاب المهن الخاصه خلق حاله كساد ملاحظه في سوق العمل !
ولست متفاجأ وان كنت -مصدوما -كغيري من واقع وعدد الطلبات التي قدمت للعمل في دوله قطر والتي تجاوزت مئات الآلاف !
أهي الحاجه فقط ام الاحباط والحاجه والشعور القاتم بمستقبل غير آمن في بلد الامن والامان ؟!!!
وسريعا ؛فان اغلب المصنفون في الطبقه الوسطى بدأوا منذ خمس سنوات وبكثافة قي الهجره لكندا وغيرها من البلدان الاوربيه وخاصه تركيا ...الاخصائيون يدركون حجم الهجره المرعبه لاصحاب العقول والمهن المشغله لحركه سوق المال والتي تشغلها القطاعات المتوسطه والصغيرة !
في الحقيقه المزعجه وعي مؤلمه انّ لا احد اليًوم لديه مبلغ من المال يكفي للسفر وشراء بيت في تركيا والبدء بمشروع صغير الا وبدأ يعد العده ويهيء نفسه وعائلته للرحيل واعرف شخصيا عشرات من العائلات الاردنيه التي هاجرت واستقرت بتركيا والسبب :-
سياده القانون المحترم واستقراره في هذه الدول الجاذبه للاستثمار، والأمان النفسي و الاجتماعي الذي يشعر به المهاجر الاردني على وجه الخصوص ، انخفاض كلفه المعيشه من سكن واكل واحتياجات يوميه ، وانخفاض كلفه التعليم الى اكثر من النصف وقد يصل للمجانيه في بعض الحالات وتوفر منظومه صحيه راقيه مجانيه مع انها حكوميه والحصول على جنسيه هذه الدوله خلال مده قصيره نسبيا !
هذا كله اصبح هدفا وغايه امام كثير من العائلات ولا أقول فقط رجال اعمال لان الهجره لم تعد هجره مال فقط وإنما هجره مقومات وجيل وعقول ... وتفريغ البلد اصبح ظاهره ويتساءل البعض أهي السياسه الحكوميه المتراكمة عبر سنوات من التهجير اللاواعي تمهيدا لصفقه القرن وعلاقتها بتهجير فلسطيني الداخل !
يحدثني مستثمر سوري سابق أتى للأردن في التسعينات من القرن الماضي وأسس وتزوج وأصبح من التجار الذين بشار اليه بالبنان في مجال عمله ، انه حاول قبل سنوات خلت من الحصول على الجنسيه الاردنيه محاولا تطبيق القانون الذي لا يطبق فعليا والذي يعطي للمقيم بعد ١٥ سنه من الاقامه الدائمه حق الجنسيه وكل محاولاته اليائسة اوصلته لباب موصود... او ان يدفع لإحدى الجهات ١٠٠ الف دينار حتى يحصل على الجنسيه بطريقه غير مشروعه ، المستثمر السابق اليًوم يحمل وينعم بإحدى الجنسيات الاوربيه بكل احترام ...اي نعم دفع اكثر من هذا المبلغ لكنه دفعه في مكانه الصحيح والقانوني والاهم انه قادر على استرداده بعد سنوات ..
في الختام ان ناقوس الخطر لم يعد يصلح ان يدق فقد دققناه (من زمان)
اليوم نحن بحاجه لقرار سياسي كبير بحجم الهجره الكبيره تعيد الاردنيين لوطنهم ، ولا أقول مزاودا على المهاجرين لان في جعبتهم الكثير الكثير مما لا يقال في هذا المقال وعن حجم الغضب والاسى عندما يتركون وطنهم في هجره تبدو في ظاهرها ترفا لكنها في حقيقتها الم وحسره على وطن جميل كان حلما لكل عربي ان يعيش فيه ويحمل جواز سفره ...
هل نستفيق من الحلم ام نقرر الهجره ونلحق بالركب ؟ سؤال لاعلى السلطات هل انتم مدركون لما يحدث ..
المحامي اسامه البيطار