facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




رسائل ملكية تعزز الثقة .. وتمنح الطمأنينة


د. عدنان سعد الزعبي
07-08-2018 02:06 PM

لا اعتقد ان هناك وضوح اكثر مما تحدث به الملك عن مواقفنا الثابته تجاه القضية الفلسطينية , وستمرار التضحيات التي يقدمها الاردن تجاهها والتي جاءت جوبا شافيا لكل الخزعبلات والتشكيك الذي تفنن البعض داخل الاردن و خارجه من اشاعته ومحاولة تعزيزه . الملك استغرب طبيعة هذه الافتراءات وسطحيتها , معتبرها هرطقات ومراوغات يجب أن نتجاوزها ونكون اكبر منها تفكيرا وتطلعا. لأننا جميعا نعرف اهدافها ومقاصدها. الملك الذي يركز على المسيرة الاردن بثوابتها إنما يؤكد على المشهد الاردني الذي يجب أن يستمر محل اعتزاز وافتخار كل مواطن اردني وعربي , فهو ثابت لم ولن يتغير .

ندرك جميعا أن الضغط الذي يمارس على الاردن لزخلخلة مواقفه ضغطا يمارس على الشعب وعلى الحكومة وعلى الملك . وقد تكشفت أدواته واساليبه , ولا يخفى على احد استمرار تهديد المواطن بلقمة عيشه ومستقبل ابنائه , فإغلاق الابواب جميعا , وتعزيز الشعور بالاحباط والخوف من القادم وإيصاله مستوى اليأس وعدم الثقة بنظامه ومؤساته انما يراد منه الحصول على قبول اي حلول تعرض عليه فقط لمجرد البقاء . وبخط متواز يمارس الضغط على الحكومة بوضعها بخانة الانتقاد الدائم والتقصير , وعدم القدرة والكفاءة , وعدم ابتكار الحلول وأشغالها برد الاتهامات وتحسين الصورة وبالتالي صراعها مع النواب وبالتالي اسقاطها لعدم تنفيذ برامج واستراتيجيات التطوير والخطط المصاغة لذلك . في حين يواجه الملك ضغوطات جبارة عربية واجنبية وخاصة من الولايات المتحدة , فالادارة الامريكية تريد فرض خطة احادية لحل القضية الفلسطينية تحمل الختم الاسرائيلي وتحقق مصالحه, هذا مع خنوع عدد من العواصم العربية للطلب الامريكي بالموافقة . ويقف الاردن بقيادة الملك عبدالله امام تنفيذ هذا المخطط مستمدا قوته من ثوابت الشعب وتوجهاته والمنسجمة تماما مع مواقف الاشقاء الفلسطينين اصحاب القضية الرئيسية . تدفع الاردارة الامريكية باستراتيجيتها إلى امرين الاول انها ماضية بتنفيذها بغض النظر عن نظرة الاطراف وثانيها تقوم على استمرار تطبيق الضغوطات المساندة كإيقاف دعم الانروا , وايقاف المساعدات , والتهديد بتغير الانظمة واستحضار البدائل والتلويح بها . رغم انهم مدركون تناقض ذلك مع المبادىء الامريكية التي قامت عليها الدولة الفدرالية والتي تشكل صفعة لثوابت امريكيا ولا يقبلها السياسيون والاعلاميون والاكاديميون والباحثون والمثقفون في امريكيا , خاصة ضمن صراع الديمقراطيون والجمهوريون , والذين قد يتفقا على شجب تصرفات الرئيس ترامب أي يهدد علاقة الولايات المتحدة الامريكية بدول العالم وخسارة الحلفاء التاريخيين لامريكيا .

الدبلماسية والفكر السياسي الاردني يدركا واقع التفكير السياسي في امريكيا ولشتى الطبقات والمستويات والفئات , ويتبذل اسياسة لاردنية جهودا مضنية مع هذه الفئات لابطال مفعول هذا التفكير المتعصب والذي لا يحترم الصديق ولا يقدر مفهوم الحلفاء ولا يدرك الابعاد الحقيقية لخسارة المعتدلين في منطقة ملتهبة , ومدى الفوضى الذي سيتولد جراء مثل هذه التصرفات. فالاردن مقتنع تماما أن مثل هذه التصرفات لا يمكن ان تنجح ولا يجوز لامريكيا المغامرة بها لان (طاقة جهنم ) ستنفتح في المنطقة .مواقفنا وصوابيتها وبعدها ورؤاها طويلة الامد ولدت قناعات كبيرة لدى العديد من اعضاء الكونغرس والاعلاميين ومراكز البحث والدراسة وأستاذة الجامعات الامريكية بعد ترك الامور تنفجر , خاصة وأن خصوم ومنتقدين الادارة الامريكية الداخليين بتزايد , وخاصة ما يتعلق بالشرق الاوسط ,فالمؤثرين في السياسة الامريكة مدركين بأن المسيرة الامريكية يجب أن تكون استراتيجية وليست شطحات عمرها سنتين أو ثلاثة سنوات وبعمر كل إدارة .

وثوق الملك من قدرة الاردن على الثبات عند موقفه والاستمرار بالدفاع عنه وعدم التنازل عنه يعود لإيمان الاردن بهذه الحلول وبعدها الاستراتيجي كحل دائم للقضية وفق مبدأ حل الدولتين, وهو الاكثر قدرة على وصف الحالة العامة للمنطقة قبل واثناء وبعد العملية السلمية واستيعابه لمخاطر الحلول الاخرى , ثانيا الثقة التي يتمتع بها الملك عند مختلف الاوساط السياسية الامريكية والتي تكونت من المواقف الثابتة والمنطقية التي فسرت الاحداث وابعادها ونتائجها في المنطقة وثبت صحتها ودقتها بالكامل , فكانت ثقة صناع القرار الامريكي ومن كلا الديمقراطيين والجمهوريين بالشريك الاستراتيجي الذي قدم التضحيات وواجه التحديات , وتحمل مع شعبه وحكوماته ويلات في سبيل قضايا انسانية , مشكلا درعا كبيرا عن اروبا وأمريكيا من موجات اللجوء والمهجرين , هذا اضافة إلى أن اروبا وأمريكيا لا تتحمل هزة أخرة من العنف قد تتولد من جديد لو اقدمت امركيا على فرض الصفقة الجديدة , وتعنتت , فاروبا جميعها والامم المتحدة والدول الدائمة في مجلس الامن وكل المصوتين في الامم المتحد ضد قرار نقل السفارة يدركون ابعاد القرارات الاحادية الامريكية وابعادها على الامن والسلم العالمي وخاصة منطقة الشرق الاوساط.

لقد كان لحراك الملك داخل الولايات المتحدة اثرا فعالا في تشكيل قوة ضاغطة امريكية ضد قرار ترامب بصفقة القرن , واخطار هذه الصفقة , محذرا من اتخاذها نظرا لما ستحدثه من تغيرات في التوجهات السياسية وسياسة التحالفات , التي قد لا تضفي الى هدوء وسلام المنطقة . حراك الملك خلال الفترة السابقة في واشنطن والنيورك وعواصم ولايات عديدة جعل الملك مرتاح الضمير من حيث ما وصل اليه , وها هو سيلتقي الرئيس الفلسطيني لوضعه بصورة ما تم وليشكلا موقفا موحدا وقويا . ليس ضد التوجه الامريكي فقط بل والدفع الاسرائيلي القوى الذي ينشط بإشاعاته وفبركاته ومحاولات اثارة المجتمع وخلق البلبلة بين الناس لاضعافه .

طمأنة الملك المواطنين على الوضع السياسي الاقليمي والدولي , والتعبيره عن الارتياح الاولي لمسيرة الحكومة وتواصلها مع الناس , وتعزيزارادة الحكومة نحو مكافحة الفساد والخطة الاقتصادية الاستثمارية , يعيد الامل للمواطن ويرسخ لديه الثقة التي يجب أن تترسخ مزيدا ومزيد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :