ايها المتنفذون .. العبوا بعيدا عنا
فيصل تايه
06-08-2018 11:57 PM
شر البلية ما يبعث على الضحك المر ونحن نرى دهاقنة الفعل السقيم لا يحترمون أنفسهم ، فالوجوه التي تحاول نسيان هويتها الوطنية تعافها الهوية ، لترتسم على وجوهها وصمة عار على امتداد الزمن والوطن ، أما الأوفياء من هذا التكوين الأشم فإنهم من يُخلّدون في الذاكرة ، إباءً وولاءً صادقاً وإخلاصاً لا يقبل المزايدة على حساب مصلحة الوطن والهوية الوطنية الصامدة في وجه كل التقلبات والتفاعلات والتجاذبات .
للأسف .. رصدنا منذ عدة ايام مواقف غير محمودة لفئات مأزومة باعوا هويتهم رخيصة في سوق الارتزاق ، ليغتالوا الوطن بإشاعاتهم السقيمة ، ويستهدفوا رموزاً وطنية شماء ، وها هي الحقائق تفضح مواقفهم وتعرّي سلوكياتهم التي لا تمت لأخلاق الاردنيين ومبادىء الوطن الأصيلة بصلة ، فمهما يكن .. فلن نسمح لأي صراع من صراعات الأشخاص وأحقادهم أن تطغى على تفكيرنا ، وتمس الوطن ، وعلى المتنفذين المأزومين الذين يحاولون تغير اتجاه البوصلة عنهم بعد ان تمت تعريتهم الفاضحة أن يفهموا ان الاردن ليس ملكاً لشخص ولا رهناً لمشيئة أفراد أو حاشية ،عليهم أن يدركوا ان الجميع على امتداد الوطن لهم الحق في المشاركة الفاعلة ، وفقاً لمبادئ التعدديه والتوجه الديمقراطي بمفهومه الشمولي العميق ، ونحن نسير الى دولة اردنيه مدنية متحضرة و نسعى الى المشاركة الفاعلة وفق مبدأ التعددية والعدالة والحرية والمساواة وكما هو سائد في دول العالم المتحضر. .
ان هؤلاء المتنفذون الذين يعتقدون ان يمكن لهم ان يتحكموا بأطراف مأزومة تملك فكراً اقصائياً دخيلاً ، نذكرهم انهم غير قادرين الا للخنوع للواقع والاعتراف بالشرفاء ، وبحقهم في صون دولتهم الأردنية والحفاظ على مقدراتها ، لذلك فعلى هؤلاء أن يسووا حساباتهم بعيداً عن تراب هذا البلد الأمن وبالطرق التي يرونها مشبعة لأحقادهم وعداواتهم ، أما الاردنيون الاحرار برمتهم فلا يعنيهم سوى الالتفات الى دولتهم الاردنية المدنية المتحضرة والخروج من ايه احقاد ومكتسبات مرتبطة بالجاهلية ، بل عليهم المضي قدما في تحقيق أحلامهم ، بعيداً عن سلطة الاستثناءات والعصبويات المتنافية كلياً مع المفهوم المعاصر للدولة الوطنية المعاصرة ..
علينا في هذه الظروف تحديداً ان نجتمع في إطار واحد ، لنضع حدّ للشلليات المأزومة والايادي الفاسدة وتعريتها بالعدالة والقانون ، تلك الشلليات التي لا ترى سوى نفسها ، وننأى عن الانحياز للمحسوبين على الوطن والوطن منهم براء ، خوفا من أن يتحول المشروع الوطني النهضوي الاردني الذي مضينا العمر في انجازه إلى مشاريع في جيوب أشخاص يتحكمون ويهيمنون على ما تبقى من مقدرات ، لذلك يجب ان نقف ضد تكريس مبدأ الفرز على أساس الانتماء الجغرافي او القطرية المقيتة على اساس اصول الشرش والمنبع والاصل والعشيرة ، لنكون يداً واحدة ضد من يصرون على ذات النهج من اجل افتعال الازمات المتواليه وإشعال الفتن ، فنحن في كل زمان شركاء في حياة كريمة آمنه نلتحف سماء الوطن بغطاء يحمينا من عبث العابثين .
صبرنا طويلاً .. فيا ايها المتنفذون .. دعونا نعيش على أمل الغد الذي يحفظ للاجيال مستقبلها ، فالكل منا ينتظر إنفراجا حقيقياً يطال حياة المواطن ويميط سحنة البؤسه ، انفراجاً يصلح معضلة التعليم ويخفف من كارثة البطالة ويعزز دولة المؤسسات ، وينمي الاقتصاد القائم على الإنتاجية ، مما يعني أننا لا نملك خيارات متعددة وآمنة سوى المضي في إكمال مشاريعنا النهضوية والتصدي لايه محاولات ترمي الى ايقاعنا في اية عصبويات مقيته لنخوض تراجيديا هزلية بطلها المتموج هو الفساد المستشري والفوضى ، فلا داعي لاجترار مثالب الضغينة من قبل البعض ولا ازدراء مقيتاً من أحد ، المسألة الآن هي الكف عن واقع العدائية التأزيمية ضد الوطن بالأدوات التي نبغضها جميعا .
فيا ايها المتنفذون .. العبوا بعيدا عنا ، فأوراقكم كشفت ، ومؤامراتكم فضحت ، ونحن نعلم يقيناً أنكم اساس المعوقات امام عجلة الاصلاح ، ونعلم أن الصراع تديره عقلياتكم المصلحية القمئه ، فليس بالإمكان التخلص من ارثكم المشؤوم بسهولة ، لكن كل محاولات الاردنيين الشرفاء تستحق أن نستمر في خطى التوافق والجد والعمل لكشف مؤامراتكم الافسادية الدنيئة ، فربما لدى المغيب ما يتمناه الجميع ، فالإشكالية في الأساس هي اياديكم الخفية ذاتها التي تعودت اللعب في مقدرات الوطن ، وإشكالية في انكم تفتقدون الى الانتماء الحقيقي لكياننا الواحد ، فلنسر بعيدا عنكم يدا بيد في إطاراً للعمل الجماعي الوطني الذي يمتلك برنامجا أو مشروعاً للتنمية الشاملة والبناء النوعي ، وبعيدا عن العمل في خندق التصدي للآخر ومحاربته والحط من شأنه ، بل إشراكه في العمل على هدف وحيد وهو مصلحة الوطن العليا ، في ظل ثقافة اجتماعية واحدة بعيدا عن ركائز الاستقواء والإلغاء والتشبث الأحادي بالفكرة والقرار والسلطة والأشخاص..
وأخيرا ً فان ما تفضل به جلالة الملك خلال لقائه الاخير بمجلس الوزراء حاولت ان استفيد منه في مقالي هذا ، فبكل فخر واعتزاز هو انتصار للوطن ، ليبقى الاردني الاصيل شامخ الخطوات شديد الباس قوي العزم امام كل التحديات في المواجهة الباسلة ..
دمت سيدي فالمستقبل آت لا محالة يبشر بالخير لك ولنا ونعاهدك ان نبقى على العهد والوعد ما يحيينا .
والله ولي التوفيق