حديث الملك وموسم الجنون !
عماد النشاش
06-08-2018 01:54 PM
لم تكن الزيارة الملكية لرئاسة الوزراء وترؤس جلالة الملك عبدالله الثاني لجانب من جلسة مجلس الوزراء كسابقاتها وإن كانت كلها تصب في دفع الحكومات من أجل العمل والصالح العام
الملك بدأ الحديث بشكره للوزراء الميدانيين الذين التقطو الإشارة بسرعة ونزلو للشارع علهم يصلحو ما أفسد الدهر على الأردنيين والإشارة كانت جلية بالعتب على بعض الوزراء الذين لم يكونوا نشيطين كغيرهم
جلالة الملك إنتقل للحديث عن الواقع الاقتصادي الذي نعيشه وضرورة أن تعمل الحكومة على تخفيف الأعباء على المواطن عبر محاربة الفقر والبطالة وفي ذلك التخفيف تأكيد على حماية الطبقتين المتوسطة والفقيرة قبل حديث جلالته من هذه النقطة عن جلب الإستثمار وإستعداد رؤوس الأموال الغربية لذلك بشرط إزالة المعوقات التي ما زالت مستمرة رغم تكرار حديث جلالته عن ضرورة إزالتها من الناحية التشريعية والتنفيذية البيروقراطية
حديث جلالة الملك عبدالله الثاني عن الجانب السياسي كان في إتجاه القضية الفلسطينية وهي أم القضايا والمركزية بالنسبة للأردن عبر عقود الصراع الطويل والحديث هنا كان إستمرارا لموقف الأردن الثابت تجاه القضية برفض كل محاولات تصفية القضية على حساب الأردن أو حتى أن يشارك الأردن في التصفية فما زلنا مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وهذا مبدأ أكثر من كونه موقف
ومن الحديث عن فلسطين كان الحديث الملكي عن الإشاعات التي لاقت خلال الفترة الماضية وبكل أسف أذانا صاغية وكان مصدر بعضها من الداخل والبعض الآخر من الجيران الذين لم يحترمو يوما جيرة أو سلاما ولهم كل المصلحة دائما بازاحة الأردن الذي يحبط عبر جلالة الملك كل مخططاتهم أمام المجتمع الدولي.
محاربة الفساد كان محورا مهما في حديث جلالة الملك القصير والمركز حين أشار لمتابعته تحركات الحكومة تجاه ما حصل خلال الأسابيع الماضية من كشف لقضية الدخان حيث أكد جلالة الملك على حديثه في عدة مناسبات على أن سيادة القانون لا تستثني أحدا وأن على الحكومة الإستمرار لكشف كل خيوط القضية وضرورة أن يتم كسر ظهر الفساد وهي كلمة تعني أن ينتهي الفساد ولا يستطيع أن يقف مرة أخرى على أن تكون طريق مكافحة الفساد واضحة مبنية عن الحقائق وبعيدة عن إغتيال الشخصيات وتناقل الإشاعات التي تعطل المحاولات الجادة والحازمة
جلالة الملك ختم حديثه للحكومة وللأردنيين بضرورة دفع جهود الحكومة الحالية والفخر بما أنجزت حتى الآن وضرورة تحسين ظروف المواطن كأولوية قصوى وهو الموضوع الذي أشار إليه جلالة الملك مرتين خلال حديثه وما ذلك إلا تأكيد على أن حل الأزمة الإقتصادية هو الطريق الأمثل لمنعة الأردن وقوته في وجه كل العواصف الأخرى التي تحيط بهذا الوطن الصغير بحجمه والكبير بهمة أبناءه جميعا والذين تحملوا سنوات صعاب لأنهم فقط يعشقون الوطن ويوالون قيادة شرعية هاشمية هي الحصن والفخر
جلالة الملك من جديد يرسم أمام الحكومة طريقا واضحة وعليها تنفيذه إن أرادت البقاء وعلينا جميعا أن ندعم ونقوم ونقف خلف الإنجاز بنفس القوة التي نقف فيها ضد التقصير لنعبر موسم الجنون وما بعده والوصف هنا لفصل الصيف خلال حديث الملك