رؤساء الحكومات السابقون .. مغزى الحضور الاعلامي المكثف
فهد الخيطان
23-05-2009 05:52 AM
في الآونة الاخيرة نشط رؤساء حكومات سابقون في القاء المحاضرات والمشاركة في الندوات واجراء المقابلات الصحافية.
وكان من انشطهم في هذه الميادين الدكتور معروف البخيت الذي القى سلسلة من المحاضرات السياسية في عدة منتديات واجرى اكثر من مقابلة صحافية كان اخرها مع صحيفة الرأي. وفعل الامر ذاته النائب عبدالرؤوف الروابدة وفيصل الفايز الذي تحدث في عدة مناسبات. آخر المساهمات كانت لرئيس الوزراء الاسبق علي ابو الراغب تمثلت في مقابلة صحافية مطولة مع الزميلة الدستور.
اما رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري فيواظب هو الآخر على حضوره الاعلامي والسياسي, كما لا يغيب عن المسرح الدكتور فايز الطراونة الذي القى اكثر من محاضرة مؤخرا.
والى جانب النشاط العام يلبي اعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين دعوات الغداء والعشاء في منازل شخصيات اردنية يتخللها في العادة حوار سياسي حول قضايا عامة.
لسنا في معرض مناقشة اصحاب الدولة في آرائهم وافكارهم التي يطرحونها في المقابلات والمحاضرات أ. وتقييم تجاربهم في الحكم فذلك عمل يحتاج الى جهد يتجاوز حدود المقال الصحافي. لكن من حيث المبدأ ينبغي اعتبار هذه المبادرات ظاهرة صحية ومساهمة من شخصيات مهمة تثري النقاش حول القضايا الوطنية. كانت مشكلة رؤساء الحكومات في السابق انهم يلوذون الى الصمت بمجرد خروجهم من مواقع المسؤولية حتى لا يفسر حديثهم على انه تشويش او مناكفة لمن يخلفهم في الدوار الرابع.
وساهمت الانتقادات التي وجهت لظاهرة الصالونات السياسية في احجام المسؤولين السابقين عن المشاركة في الحياة العامة, والتزم الكثيرون منازلهم وكأنهم تحت الاقامة الجبرية. غير ان هذا التقليد المنافي لقيم الديمقراطية سرعان ما تغير بفعل تطور الاحداث من حولنا. وفي غياب اشكال العمل السياسي المنظم اصبحت وسائل الاعلام والمنتديات العامة هي الادوات المتاحة للتعبير عن الرأي والمشاركة في الحوار الوطني حول مختلف القضايا.
ويكتسب الاعلام على وجه التحديد اهمية استثنائية وهو ما يغري السياسيين للتواصل مع وسائله المختلفة لاستعادة حضورهم وتلميع صورتهم.
لكن البعض يفسر تزاحم رؤساء الحكومات السابقين على وسائل الاعلام بأنه محاولة للعودة الى مواقع المسؤولية من جديد في وقت يشتد الحديث فيه عن تغيير حكومي محتمل سيطال مواقع اخرى في الدولة. ورغم ما يُقال ان فرص »السابقين« في العودة ضئيلة لان صاحب القرار يفضل التجديد في الوجوه دائما, الا ان ذلك لم يدفع بهم الى اليأس من المحاولة. واعتقد انهم على صواب فمن حق كل سياسي يحمل برنامجا ان يسعى للوصول اكثر من مرة الى موقع صناعة القرار لتطبيق برنامجه. مشكلة السادة اصحاب الدولة انهم يفضلون اللعب المنفرد ويريدون السلطة بأقصر الطرق فبدلا من ان تصب برامجهم وافكارهم وتجاربهم في تأسيس أطر سياسية منظمة يكتفون بتحويلها الى وسلية خاصة للوصول الى مواقع القرار. فنمضي في الدوامة نفسها, نُدوّر الاشخاص والكراسي من دون اي جديد.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net