رسائل ملكية ترفض "الاستراتيجيات الآنية" والفزعات وردات الفعل!
المهندس موسى عوني الساكت
06-08-2018 10:02 AM
لزيارة جلالة الملك إلى دار رئاسة الوزراء وترؤسه جانباً من جلسة مجلس الوزراء أهمية خاصة، سواء من حيث الشكل أو الجوهر، إضافة إلى التوقيت الذي كان مهماً جداً.
لقد أنعشنا الحضور الملكي جميعاً، كما دفعنا الى مزيد من التفاؤل من خلال الرسائل المهمة التي وصلت لكل الاردنيين من الزيارة وأهمها دحض الإشاعات و"كسر ظهر الفساد".
هي زيارة يواصل جلالته من خلالها تأكيداته المستمرة الى جميع الجهات الرسمية بأن عليهم العمل بجدية وفِي الميدان بعيداً عن التنظير وان يعملواً معاً لرفع معاناة المواطن.
إن حديث الملك في زيارته لرئاسة الوزراء كشف لنا عن متابعته الدائمة لسلوك الحكومة ومسؤوليها، وكل ما يكتب على وسائل التواصل، كما أكد انه يريد من الحكومة العمل الميداني، من دون الاختباء خلف أسوار الاعذار المستمرة للمسؤولين بأنهم لا يحملون السند الكافي والمتين لمكافحة الفساد، والبدء بالعمل المتواصل لتحقيق نتائج مرضية على الارض. فمتى يرضى جلالة الملك عن عمل المسؤولين، ومتى نرضى معه؟
نعم، لقد مللنا من بناء خططنا "الاستراتيجية والآنية"، في سياق الفزعات وردات الفعل.
أليس غريباً عدم رسم الحكومات المتعاقبة لخطط واستراتيجيات مبنية على جدول زمني واضح، بنتائج على الارض نراها. خطط لا نسمع منها سوى كلام المسؤولين الفضفاض والهلامي عن النجاحات التي يقولون لنا إنهم يحققونها افتراضيا، وكأنهم يتحدثون عن بلاد لا نعيش فيها.
إن ما نريده لنهضة البلد خطط واستراتيجيات طويلة الأمد، تنقذنا مما نحن عليه، وقد حان الوقت اليوم للمضي قدماً في خطط بنّاءة تنهض بِنا.
الملك وضع إصبعه مرة اخرى على ما هو مطلوب؛ الانتصار على التحديات، كسر ظهر الفساد، محاربة الفقر والبطالة ورفع المعاناة عن المواطنين وجذب الاستثمارات وسيادة القانون .. هذا ما يريده جلالة الملك وهذا ما نريده نحن!