في تأمل تاريخنا الحديث بالمنطقة، نلحظ أن "السلالم" إلى المنطقة كانت عبر اللعب على "الطائفية " و"الإقليمية" وسلب مكونات اجتماعية من رؤاها الوطنية وشراكاتها اليومية المعاشة.
إذ بتأمل تاريخ المنطقة في القرنين الماضيين، نلحظ أن الإستعمار والإنتداب والتدخل بالمنطقة، تسلل عبر الدوام من سلب الفئات الإجتماعية أو الطائفية حقها بتقرير المصير داخل أوطانها وصياغته ضمن وجدان مرتبط بالغرب أكثر.
ومن بين الأمثلة التي ما زال المؤرخون يتدالون الحديث فيها، دور بعض "الموارنة "بلبنان بالمناداة بوطن قومي على حساب مشروع المملكة السورية (1918- 1920).
ولاحقاً، توالت الصيغ المتأتية من نظام "الملل" العثماني لتمتد من مفهوم الحماية للأقليات إلى مفهوم التبني، ويمكن استخلاص ذلك من التمييز الذي تنادي بعض الدول الغربية بالحد منه بالشرق، ثم تمارسه بشكل بينٍ في علاقاتها بالشرق.
فمن البين أن الغرب يؤمن الحماية لدولة عنصرية "يهودية" كاسرائيل، ومن ثم يحاول التأثير عبر "إزدواجية" من الممكن أن نقرأها بتقاريره الإعلامية التي تنتقد التناقضات ولا تسعى الى تقويمها.
هذه التأثيرات الغربية التي حاولت صياغة "معلبات" من المجتمع، بقيت فكرة رائجة بين العامة، إذ أن البعض يحاول تسويق احتساب فئة اجتماعية على دولة ما من منطلق "الحماية" لها.
بل ويسعى البعض الى تعزيز هذا الشعور عبر ترويج فكرة "المحسوبية" للطوائف أو الأقليات بمجتمعاتنا العربية، أي أن طائفة أو أقلية ما محسوبة على دولة عظمى.
وهؤلاء، لا يدركون أن دروس التاريخ أظهرت جلياً أن لا مكان لأي فكرة أو مشروع لا تنبع خياراته من صميم هموم المنطقة وعقلها الجمعي، بل ووجدانها الجامع، فكثيرون مروا من هنا، ووجه المنطقة بقي يتطلع إلى التنوع كوسيلة للتآلف.. برغم ما شابه من اختراقات واختلالات كثيرة.