تشخيص الحالة الأردنية: الولاء والأنتماء
د.فيصل نايف الماضي
04-08-2018 07:57 PM
كغيري من ابناء الوطن الذين درسوا وتخرجوا من الدول المتقدمة عدت الى بلدي مفعما بالتفائل والامل والحماسة بأمكانية التغيير والتطوير والتحسين في مؤسساتنا.
لكن وبكل أسف اقولها بأنني الأن اشعر بحالة من الأحباط الشديد والسبب في ذلك يعود الى ما شهدته خلال فترة عملي الأكاديمي وتعاملي مع كثيرا من المؤسسات وبالأخص مؤسسات القطاع العام (المؤسسات الحكوميه). وبحكم تخصصي في إدارة الجوده الشامله فقد وصلت الى تشخيص لحالة مؤسساتنا في القطاع العام -والتي اكتشفت ايضا انها تنطبق على كثير من الول العربيه – الا وهي غياب الولأء والأنتماء لمكان العمل أو للمؤسسه بشكل عام.
وأوكد مره اخرى على أن هذا التشخيص يبدو جليا واضحا في مؤسسات القطاع العام وذلك لأمرين هامين اولهما هوغياب المسائله والمحاسبه في هذا القطاع وثانيهما ما يعانيه هذا القطاع من بطاله مقنعه وترهل اداري كبيرا جدا بحاجه الى إعادة تأهيل وخير دليل على كلامي هذا ما تحدث به المدير العام الرئيس التنقيذي لشركة الخطوط الجويه الملكيه الاردنيه ستيفان بيشلر بأنه يمكن إدارة هذه الشركه فقط ب 900 موظف في الوقت الذي يعمل فيها حاليا 3900 موظف وبطبيعة الحال فأن هذا الكلام يؤكد ما تحدثت به احدى وزيرات تطوير القطاع العام قبل عدد من السنوات.
من جانب آخر فأن كثير من الحكومات السابقه استطاعت أن تغير معايير المنافسه بين موظفي القطاع العام اذ استبدلت معيار الكفاءه في الأداء بمبدأ من يستطع أن ينهب أكثر وهذا ما انعكس على ما نراه في هذه الأيام من ارتفاع في قضايا تزوير الشهادات العلميه وشهادات التوفل الى قضايا الرشوة واساءة استخدام السلطه وانتهاءا بقتل المواطن بغذاءه ودخانه المهرب الفاسد.
في ضوء كل هذه القضايا فان التحدي كبيرا امام الحكومه الحاليه في محاولة لأستعادة ثقة المواطن بمؤسسات الدوله وأعادة احياء بذرة الولأء والأنتماء والتي يحملها الأردنيون الشرفاء والذين لا يقبلوا الأ ان يكونوا لبنة بناء لا معول هدم لوطنهم.
حمى الله اردن العز والكرامه ووفق ملكينا وحكومتنا الى ما فيه الرشد والسداد في قراراتهم .
د.فيصل نايف الماضي /استاذ إدارة الجوده المشارك
الجامعه الهاشميه