قد يطوي التاريخ الأحداث السياسية التي تتعاقب بزخم عنيف في هذه الحقبة الزمنية في الشرق الاوسط ,فلا يبقى لها ذكر إلا بالكتب والمواقع الأخبارية وغيرها كما طوى قبلها أحداثا تاريخية وسياسية وانسانية ..الخ
ولكن مصرع الاسرة المالكة في قصر الرحاب في بغداد لم ولن يطوى كحدث ,ولم يدفن بل ظل وسيظل راسخا يعود اليه الناس بالذكرى والعبرة علما قد مرت سنوات طويلة منذ 14 تموز لعام 1958ومع ذلك بقيت قصتها مهمة لفترة زمنية طويلة.
المجزرة تسببت بنهاية حكم للأسرة الهاشمية ومقتل عدد من أسرة الملك فيصل الثاني علما بأن العائلة المالكة لم يكن لها آي من مظاهر الترف واللهو وحياة الطبقات الحاكمة بل كانت عيشتها بسيطة وتتشابه مع الأسر العراقية في حينه ,كان الملك فيصل الثاني بن غازي بن فيصل الاول وخاله الوصي الشرعي السابق على العرش الأمير عبد الأله بن الملك علي بن الحسين ووالدته وزوجته وشقيقته وعدد من الخدم والطباخين تم قتلهم بطريقة وحشية خالية من الأنسانية والشهامة وفي حينها كان الملك فيصل يجهز لزواجه من أميرة من الأسر المصرية الحاكمة سابقا وكان شابا بسيطا محبا للخير والناس وكان يهوى التصوير.
المجزرة لم تقع بين جدران اربعة كما وقعت مجزرة (ياكاترينبورغ)سنة 1917 في روسيا حين قتل البلاشفة الاسرة الروسية المالكة في قبو مظلم ,وفي بلدة نائية معزولة ,حيث يصعب استطلاع خفاياها .وانما وقعت في حديقة قصر الرحاب أمام عشرات الشهود .لذلك كان من السهل اقتفاء آثار بعضهم . حتى بينت أدلة متعددة على هذه الجريمة وهي من الجرائم السياسية .
ولكن قادة الانقلاب على الاسرة الملكية لم يهنوؤا طويلا بما فعلوا.
فبعد أن تولى زعيم الانقلاب عبد الكريم قاسم الحكم واصبح أول رئيس جمهورية للعراق انقلب عليه في اذار عام 1963 واعدم رميا بالرصاص وقطعوا راسه وبثه التلفزيون العراقي في حينه .
وذهب هو شخصيا ضحية انقلابه الاسودالذي قاده .والجريمة التي اقترفها بإنهاء الحكم الملكي الدستوري في العراق.
وللجريمة أيادي سوداء تبقى ولن تمحى مهما طواها الزمن ,
قرأة وكتابة التاريخ ليس بالامر البسيط وتبقى مجزرة الرحاب جريمة قتل نفذت بوحشية غير إنسانية وتبقى التفاصيل في كتاب.