اين الحقيقة؟ للبيت رب يحميه ..
د.محمد جميعان
02-08-2018 02:03 AM
مضغ الكلام كمضغ العلكة عندما تنتهي حلاوتها، يصبح مملا دون معنى، او رياضة للفكين، او تسلية لتقطيع الوقت ، ومهما كانت الفهلوة وترابط المفردات ، وجزالة اللغة ، والعبارات المشحونة بالحماسة والتهويش واثارة الاشجان ، الا انها تنتهي عند بسمة او ضحكة او دمعة او استغراب.. فالواقع امر من العلقم ، والتدحرج لم يعد خافيا ، والمصائب تترى ، والحاوي يعد بالمزيد، او طفح ما لديه واصبح يفيض على الحنايا يتلقفه الاعلام ، ولكنها ومهما بلغت من العمق والضجيج لن توقظ ميت، او من غط في غيبوبة عميقة ، ولن تعن شيئا لمن طمست بصيرته او نفخ عليه من تعاويذ السحرة والساحرات ، او اخذه الغرور و راى نفسه محور الارض وتنتهي معه كل الحكايات والمصائب والاوطان، او من رأها دمية يلعب فيها ويستثيرها عند الحاجة..؟!
قلة من يعرف الحقيقة كاملة سيما عندما تكبر الاشياء وتعظم المواقف ، فصدور الرجال صناديق مقفلة تفتح في وقتها..وما تبقى " يلوكون " الكلام كلاما وثرثرة وهذر ؛ بين منافق وجد ضالته، وبين متفلسف متفيهق ضن انه عرف ما يجري وهما، وهو الابعد عن الحقيقة ، لانه فسر الشمس مصباحا واخذ يبني عليه مواقف وتحليلات...؟!
البسطاء وحدهم هم الاقرب للحقيقة، فالشمس امامه وكفى ان سليطها تحرقه، والميت امامه ويكفيه ان ينخزه ويصرخ في وجهه ولا يجد له حراكا..
وما تبقى يتركه للرجال الرجال، واهل العلم والاختصاص، وهو يردد للبيت رب يحميه..
drmjumian7@gmail.com