لليوم، ما زال تاريخنا الأردني مبهم، صنع أبطالاً ووضع آخرين على "الرف" وبرد روايات كان بالإمكان لو قرأت في سياقها الوطني الصحيح أن تكشف عن كثير من عورات لسير رجال حملهم الحاضر إلينا على غير تاريخهم.
وبعيداً عن الأسماء وعند ذكر بعض الحوادث التاريخية التي شابها "التآمر" على الوطن ومنجزه، وارتبطت ببرامج خارجية وخاصة في عقد الخمسينات حين أعمت "الناصرية" قلوب كثيرين، فإننا نلحظ أننا أمام تاريخ جرى تبريده.
ونلحظ أن ملفات كثيرة، لم تصل إليها أياد المؤرخين، فخلقت هذه الحالة "تناقضات" عند العقل الأردني الجمعي، عند قراءته لتاريخ وطنه.
ففي الرواية التاريخية ترى البعض تعاون مع الخارج ضد الوطن، وفي المسرح السياسي أخذ فضاءً شب عن سياقات الدور.
واليوم، وأمام حالة "الفجوة" بين الماضي والحاضر، تستعاد سير البعض ممن لم ننصف حيال سيرتهم الوطن، فإن البعض يستعيد سيرة "رجل" من التاريخ في سياق حديثه عن التاريخ الوطني، وبقصد أو بغير قصد يحاول تقديمه كشخصية لعبت دوراً ايجابياً للوطن.
وفي هذا تغافل وظلم لتاريخ بلد حمل كثيراً من الهموم ودخل في معارك راح ضحيتها أردنيون قدموا للوطن وقيادته الكثير .
ندرك أن تسامح الأردنيين عن "زلات" كثيرين وتواطؤهم هي ما أنتجت حالة "النسيان" ، ولكن علينا أن ننزل الأحداث بمنازلها لتتعظ الأجيال المقبلة والحاضرة، ولتؤمن بتاريخها الحقيقي لا المشوه والمقدم على شكل " معلبات جاهزة".
فلا نريد لسير وهمية أن تأخذ المنابر على أصحاب سير الوفاء الحقيقيين، وندرك أن التاريخ الاجتماعي مليء أيضاً ومشحون شأن السياسي بسير وهمية، ولكن يجب علينا أن نكون أكثر رصانة حين نقدم التاريخ للجمهور أو في مهرجان أو عبر إعلام يخاطبهم .. سامح الله أنصاف المؤرخين ممن حبسوا أبطالاً حقيقيين بين أوراق الوطن، ولم يسعوا لاستنطاق سيرهم، خوفاً من كشف قصورهم الأكاديمي..
حمى الله الأردن ، ورحم رجاله الأوفياء ..