المصالحة الفلسطينية وشهوة اسرائيل للحرب
امجد معلا
21-05-2009 02:05 AM
حماس لن تعترف باسرائيل كشرط لتشكيل حكومة وحدة وطنية جزء من حل ينهي حالة الانقسام الفلسطيني وهذا حقها كحركة مقاومة .. ولكن ماذا سيكون موقفها اذا ما اشترط عليها ان تعترف بالمبادرة العربية كأساس لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي ؟
وما هو الموقف الذي ستتبناه في حال ضغطت الادارة الامريكية على اسرائيل بأن تكون المستوطنات تحت ادارة السلطة الفلسطينية وفق اطار حل الدولتين الذي تتمسك به ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما.
هذين السؤالين الاستراتيجيين في البعد الفلسطيني الداخلي سيكونان حتما مطروحان في المرحلة المقبلة وقبل السابع من تموز المقبل مما يعني ان الادارة الامريكية ستلقي بكرة المبادرة العربية على الساحة الفلسطينية ليتم على اساسها تحديد ملامح التحرك الامريكي باتجاه احراز تقدم في الصراع العربي الاسرائيلي .
هذا بطبيعة الحال اذا بقيت حماس في حدود المطالبة بالمشاركة في تشكيل حكومة وان لا تبدأ تطالب بموقع الرئاسة الفلسطينية الذي ما زالت تخفي رغبتها في الوصول اليه خشية ان تقع كحركة مقاومة في التناقض ما بين مبادئها وما بين التزامات الرئاسة الفلسطينية التي لا تحتملها .
في المقابل فإن فتح هي الاخرى في مأزق سياسي وتنظيمي هو الاخطر في تاريخها اذ باتت الان تعاني من انقسام داخلي بفعل معارضة نوابها ومفاوضيها مع حماس لتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة التي اضطر اليها الرئيس محمود عباس من اجل المحافظة على الاداء السياسي للسلطة الفلسطينية وفي نفس الوقت ليؤكد على قدرته في المسك بزمام الامور تحضيرا لمؤتمر حركة فتح الذي طال انتظاره والذي يشكل محطة فاصلة في تاريخ الحركة .
واسرائيل أيضا اوقعت نفسها في مأزق استراتيجي عندما اتت باليمين المتطرف برئاسة نتانياهو وبشراكة مع ليبرمان وزير خارجيته ليكونوا مصدا اما احتمالات الضغط الامريكي عليها للقبول بتسوية مبنية على رؤية امريكية جديدة تجاه القضية المركزية في الشرق الاوسط .
فإسرائيل لم تعهد خطابا امريكيا كالذي سمعه نتانياهو مؤخرا من الرئيس باراك اوباما والذي يتمسك بما ترفض الحكومة الاسرائيلية الحالية مجرد الحديث عنه وهو اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ووقف كامل للمستوطنات في الاراضي الفلسطينية .
خطورة هذا المشهد المعقد في عمقه وابعاده الاستراتيجية والسياسية وتشابك جذوره مع مواقف اقليمية وتناقضات دولية يكمن في احتمالية لجؤ اسرائيل الى الخروج منه عبر حرب تفتعلها مع ايران املا منها في تغيير اولويات الادارة الامريكية ومعها ايضا الاطراف الدولية واقحام العالم كله في حرب ساحتها كامل الشرق الاوسط .
وما من شك في ان قادة فتح وحماس والرئيس محمود عباس نفسه يدركون هذه المخاطر ولكنهم لم يفتحوا بعد حوارا فلسطينيا فلسطينيا حوله ولم يجعلوا منه نقطة ارتكاز في حوار المصالحة في القاهرة الذي بدأ برغبة مصرية وانتهى باجماع عربي على حتمية التوصل الى اتفاق في السابع من تموز المقبل وهي الفترة التي يتوجب فيها التفكير حول نقاط الحل بالنظر الى خطورة الموقف المنبعثة من شهوة اسرائيل لإشعال المنطقة لتحترق معها فكرة الدولة الفلسطينية .