عمون - محمد الخوالدة - لم تردع مخالفة السير المشددة بحق مستخدمي الهواتف النقالة اثناء قيادة السيارات الكثير من هؤلاء ، فعلى طرقاتنا ، بل حتى في شوارعنا المكتظة بالناس والسيارات تجد العديد منهم وقد "امتشق" هاتفه النقال وعلى مدى وقت طويل ، الامر مداه حين يدخل السائق"العتيد" في مخالفة اشد خطورة ، وذلك حين يحتضن صغيرة خلف المقود مباشرة ، بل قد ترى بعضهم مع هذه وتلك على خطورتهما وشرهما المستطير الذي يطاردهم حتى بلوغ رحلته في السيارة مداها وقد اشعل سيجارة.

ثمة سؤال يطرح نفسه بحزم ، اين ذهب وعي اولئك المتهورين ، الا يدركون انه ووفق المثل الشعبي "ليس كل مره تسلم الجره" ، الا يعلمون انهم قد يكونون على موعد مع سير مفجع يذهب بهم وبارواح من بصحبتهم من ابرياء ، واطفلهم المدللون الا يشعرون بالخوف عليهم .

المشهد السابق بكل تفاصيله يسهل لمن يرغب بالمتابعة الوقوف عليه ف"ابطاله" وفرة من شباب ، بل ايضا من يحتسبون بمرجعية العمر الزمني راشدين لكن افعالهم خارج منطق الزمن ، اشخاص لايتقنون من قيادة السيارة الا دواسة الوقود فلايحتكمون لانظمة او قوانين ولا ينطلقون من عقل وازن يضع الامور في نصابها الصحيح حتى لو كانت ارواحهم وارواح اعزاء على قلوبهم هي الثمن .

المخالفة خطرة واستخدام الهواتف النقالة اثناء قيادة السيارات سبب للكثير من المصائب المرورية التي تجتاح طرقنا وشوارعنا ، والملاحظ يرى كثيرون ان ادارة السير لاتتعامل معها في العديد من مناطق المملكة بالجدية التي ينبغي ان تكون ، ويلحون عليها بتحمل مسؤولياتها ويقولون الاردن ليس كله عمان التي هي دائما كمايقولون الاولى بالرعاية حتى لجهة ارواح المواطنين .

وعلى لسان سائق كان ذات يوم قريب احد ضحايا حوادث الهواتف النقالة ، قال "كنت اقود سيارتي ويركب الى جانبي وخلفي اطفالي الثلاثة ، وردتني مكالمة هاتفية ، وبدل ان اركن سيارتي في اقرب متسع واجيب على المكالمة ، رفعت هاتفي وتحدثت مع طالبي ، لافاجأ بسيار مرت بجانبي وكادت تلامس سيارتي مادفعني للانعطاف بالسيارة قليلا ، ولكون احدى يداي ممسكة بالهاتف لم احسن باليد الاخرى وحدها الانعطاف بالسيارة ومن ثم تصحيح مسارها تفاديا للاصطدام بالسيارة المارة بجانبي ، جنحت بي السيارة لتصطدم بصخرة على يمين الطريق ، اضاف الحمد لله لم يسفر الحادث الا عن كسر احدى يدي فيما اصيب اطفالي بكدمات ، حمدت الله ومن حينها قررت اطفاء هاتفي النقال اثناء قيادة السيارة ، انصح غيري بالحذر ، وان كان لابد من استخدام هاتفهم النقال بحكم مصالحهم وارتباطهم العملية فبالامكان استخدام سماعة الاذن . "

مشهد لن يجد من يرغب بالمتابعة صعوبة في الوقوف عليه.