رئيس الوزراء السابق د. معروف البخيت وعلى عكس ما عرفنا عنه من واقعية يتمتع بها بحكم انه اولا ابن الطبقة الوسطى وثانيا بسبب مؤهلاته العلمية والبحثية التي اهلته للمناصب المختلفة التي تولاها, الا انه ارتكز في حديثه للزميلة الرأي على نظرية المؤامرة في تفسيره لخبر الكازينو الذي كشفته العرب اليوم في عددها الصادر في 30 اذار من العام الماضي, اي بعد ستة شهور على رحيل حكومته.

الرئيس البخيت قال في مقابلته مع الزميلة الرأي امس: الطريقة التي تمت فيها صياغة الخبر كانت فيها إساءة للحكومة, ومقصودة الإساءة, وهو لم يكن تحرير الشخص الذي كتبه, وهو أبرز حقيقة وأخفى حقيقة, ولكن الخبر ان حكومة الذهبي تلغي اتفاقية الكازينو التي وقعتها الحكومة السابقة.

وبصفتي ناشر خبر الكازينو اوضح لدولته ولشخصه الكريم الذي اقدره واكن له كل احترام وتقدير, جملة من الحقائق:

اذا كانت حكومته انجزت اتفاقية الكازينو فعليه ان يدافع عنها بكل ما اوتي من قوة, والا لفُهِمَ الامر باعتبار ان حكومته كانت تفعل ما لا تريد ولا تعلم, وانها منساقة وراء مصالح اشخاص معينين.

اما الجدل الذي اثير حول الخبر فلم يكن حول من الغى اتفاقية الكازينو, ونقول لسيادة البخيت انه حتى لو كانت حكومته هي التي الغت اتفاقية الكازينو كما يقول, فان الغاءها لم يكن قانونيا, والا لما قامت حكومة الذهبي ممثلة بوزيري السياحة والعدل الحاليين بالعمل على اتفاقية تسوية مع المستثمر البريطاني الجنسية, الكردي الاصل التي تم بموجبها تأجيل تنفيذ المشروع برمته? وليس الغاؤه لان الغاء الاتفاقية سيرتب على الدولة تعويضات خيالية.

اما بالنسبة لكتابة الخبر بتلك الصيغة, فالبخيت يوحي للقارئ بان المعلومة جرى تسريبها لي شخصيا من جهات بهدف الاساءة لحكومته, وهو يقصد ضمنا المخابرات ممثلة برئيسها السابق الفريق محمد الذهبي لتعزيز شعبية حكومة شقيقه نادر الذهبي, وهذه نظرية باتت متداولة لدى بعض المسؤولين وشريحة من الصحافيين التي تسعى الى الاساءة لصحيفة العرب اليوم, وعلى اية حال وبعيدا عن المجاملات أُذكّر دولة البخيت بان موضوع الكازينو نشرنا عنه في عهد حكومته, وكتبت شخصيا عنه في زاوية كواليس مرتين متتاليتين منتصف شهر آب من عام ,2007 اي في عهد حكومته الرشيدة, وسأزيده قولا ان مصدر المعلومات في ذلك الوقت هم وزراء عاملون ومسؤولون في حكومته, ويستطيع ان يتحرى ويستقصي عن ذلك بنفسه ونحن في العرب اليوم نبحث عن المعلومة باسلوب مهني رفيع المستوى معتمدين على شبكة معلومات ومصادر اخبار موثوق بها, وان نسي البخيت ذلك فأذكره بما كتبناه عنه في نهاية عهده الميمون عندما خاطب وزراءه في احدى جلسات مجلس الوزراء: بانني اعرف من يزود سلامة الدرعاوي بالمعلومات وقد استمعت الى مكالمات بعضكم معه وانا احذركم, عندها نشرنا ذلك التصريح الغريب في زاوية كواليس بعد يوم من استدعائك لبعض الوزراء للتحقيق معهم حول من سرب للصحيفة تصريحاتك السابقة في مجلس الوزراء.

العرب اليوم ليست دمية بيد احد, وانما هي صحيفة وطن تعمل بمهنية عالية في الاستقصاء عن المعلومة من مصادر معلومات متنوعة, والمخابرات ليست احداها, ونتحدى كل من يتهمنا بذلك على مدى سنوات عملنا ان كانت المخابرات مصدراً لأي سبق صحافي طرحته العرب اليوم. فالبحث عن المعلومة والنجاح في الوصول اليها جزء طبيعي من عمل اي صحافي مستقل ونزيه, وشكوك البخيت حول من كتب الخبر تُملي عليه الكشف عن كل ما يعرف من معلومات حول موضوع خبر الكازينو المشؤوم.

في النهاية لا نملك اي اجندات في طرحنا الاعلامي غير اجندة الوطن, ولطالما أُتهمنا بأننا من جماعة فلان وفلان وفلان ومنهم البخيت نفسه, وفي المحصلة ذهب الجميع وبقيت العرب اليوم, ولو كنا من جماعة فلان لذهبنا معه, فنحن لا نعمل وفق نظرية المؤامرة التي تكرست في ذهن البعض.

وفي النهاية, يجيب البخيت في حديثه للزميلة الرأي على سؤال حول حالات التسمم بالشاورما وتلوث مياه المنشية فيقول دولته: هي حالات تسمم عادية تم تضخيمها إعلاميا برغبة وتشجيع من جهات أخرى, هناك تضخيم ومنشية بني حسن لم يمت فيها اي شخص.

ندع للقارىء ان يحكم على اقوال البخيت من العبارة السابقة, فهل نشر الحقائق المتعلقة بصحةالمواطنين مؤامرة من جهات اخرى?!.0


salamah.darawi@gmail.com