طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي في كثير من الاستهجان لاستخدام الفنانة أحلام للطائرة العمودية لزيارة البتراء وكثر اللغط والقدح والذم لمثل هذا التصرف من قبل الجيش ما أقوله في هذا الموقع انه نعم والف نعم لاستخدام القوات المسلحة وسائل النقل العسكرية لمناطق تحظى بزخم هائل من الزوار للمواقع الاثرية في الأردن وقد يتساءل الكثيرين لماذا ويكثر الاستهجان دعني اذكر لكم ما يلي:
كنت قد كتبت قبل 20 عاما في جريدة الأسواق التي كانت في حينه من الصحف المحلية الذي وضعت قدما راسخا في مجال الصحافة والاعلام بنظرة جديدة وأسلوب مبتكر من رئيس تحريرها في ذلك الوقت الأخ العزيز مصطفى ابولبدة اطال الله في عمره ومتعه في الصحة والعافية الذي أشار علي في ذلك الوقت كتابة مقالات نحو تطوير السياحة في الأردن بحكم خبرتي واطلاعي على التجربة اليابانية في مجال السياحة وفعلا كنت قد اشرت الى الكثير من النقاط والملاحظات التي ان طبقت تساهم فعلا في تنشيط السياحة واذكر على سبيل المثال ما وضعته من ملاحظة من انشاء طريق من البحر الميت الى حمامات ماعين يربط البحر بالينابيع الساخنة فيقضي السائح نصف النهار في منطقة البحر الميت ثم يتجه نحو الحمامات في طريق مختصر وقريب جدا من البحر فكان الطريق الحالي لما يعرف بطريق بانوراما البحر الميت ليقضي السائح النصف الاخر من النهار هناك واخذت بهذه التوصية الحكومة اليابانية وعن طريق وكالة جايكا تم تنفيذ الطريق والكل الان يرى كم لهذا الطريق من مردود إيجابي لتنشيط السياحة وتطرقت أيضا الى تفعيل والاستفادة من منطقة جبل القلعة وجعلها ليالي ونشاطات تساهم في استقبال أبناء عمان في ليالي الصيف لما تتميز به من موقع خلاب وفعلا كان ذلك وما نشهده الان من احياء لمنطقة جبل القعلة يشهد بذلك واقترحت أيضا عمل تليفريك من القلعة الى وسط البلد وما زلت احلم بان أرى هذا الاقتراح على ارض الواقع لما له من جمال وتنشيط لحركة السياحة داخل العاصمة
عودة على الموضوع اقترحت في حينه ان يتم وضع خطة للسائح الذي يقضي فترة قصيرة في الأردن ويريد ان يطلع على معالم سياحية مترامية الأطراف في المملكة التي حباها الله في أماكن سياحة كثيرة تتوزع جغرافيا بطريقة لا تسمح بزيارتها في فترة قصيرة فكان السؤال لماذا لا يتم انشاء مطار في معان -واقترحتها أيضا على السفير الياباني في ذلك الوقت الذي كنا في زيارة الى جامعة الحسين بن طلال من منطلق تنشيط السياحة فلماذا لا يتم تخصيص دعم لانشاء ميناء جوي في معان ولا يزال الاقتراح قيد الدراسة – يستخدم لمن يرغب بزيارة البتراء ولبعد المسافة فلماذا لا يكون هنالك مطار في معان الجنوب مثلا واربد الشمال ، وليس بالضرورة مطارا كبيرا لتكلفته الباهظة علما ان البنية التحتية لانشاء مطار في معان مثلا ليست كبيرة اذا علمنا ان المطار أصلا موجود في معان وبالتحديد بالقرب من سكة الحديد واهل معان يعرفون مكانه واثتاء خدمتي في معان زرت المكان ، وتاريخيا فقد تم انشاء هذاالمطار في عام 1917 أبان الخلافة العثمانية ويعد اول مطار في شرق الأردن وقد اوصت منظمة المطارات العالمية بجودة هذا المكان كمطار لما يحمله الموقع من مؤهلات عالمية وحسب المواصفات المتعارف عليها لانشاء أي مطار، فلماذا لا يتم تجديد الموقع ليساهم في تنقل السياح الى البتراء في زمن قصير ولماذا لا يقوم سلاح الجو بتاهيل هذا المكان مرة ثاية وهنا بيت القصيد يملك سلاح الجو الملكي طائرات سي 130 وهي طائرات معروفة بانها مخصصة لنقل الجنود والبضائع وهنا اكرر لو تم استخدام هذه الطائرات من قبل القوات المسلحة لنقل السواح والمواطنين أيضا من عمان الى الجنوب فكم سنساهم في تنشيط السياحة أولا والتوفير على المواطنين الكثير من الجهد والعناء من السفر عبر الطريق الصحرواي لنقلهم ونقل بضائعهم ، بدل الطريق التقليدي الذي اصبح يحصد الكثير من ارواح المواطنين في غياب بديل لوسائل النقل مثل القطارات ان استخدام طائرات الجيش سواء مروحية او سي 130 لهو حل مناسب جدا لكثير من مشاكل النقل في الأردن ومصدر دخل أيضا للقوات المسلحة بدل استخدام مثل هذه الطائرات تساهم في تكامل القطاع الخاص والعام لحل مشاكلنا الاقتصادية، اخذين بعين الاعتبار ما تملكه قواتنا المسلحة من خبرة ودقة في الأوقات وتفاني في خدمة هذا الوطن في غياب اهتمام القطاع الخاص للاسثتمار في هذا المجال.
ان ما قامت به قواتنا المسلحة من استخدام وسيلة نقل لافراد بغض النظر من هم ومن صفتهم هو استخدام صائب ويجب ان ننظر له بانه نقطة تحول نحو الاستفادة من مثل هذه الوسيلة للنقل الى أماكن سياحية بعيدة لزائر يرى الوقت بالنسبة له عنصر هام جدا فاقول نعم والف نعم للتفكير بفتح مجال جوي خاص للسياحة فقط ولياخذ الجيش هذه المهمة والمبادرة في توفير وسائل نقل بديلة لمركبات الموت على الخط الصحراوي فاعتقد لو ان مثل هذه الفكرة تبنتها القوات المسلحة ونفذتها كم من أبناء هذا الوطن يستفدون من هذه المبادرة وسيشعر المواطنيين بنجاح مثل هذه المبادرة لمناطقنا في الجنوب وانعاشها اقتصاديا وتنشيط للسياحة الداخلية
يجب ان لا ننظر من منظور سلبي لاستخدام أحلام للطائرة العامودية لتنلقها الى البتراء بل يجب ان نفكر ونطالب بتطبيق هذه الفكرة بان لا تكون الأخيرة ونحارب مثل هذه المبادارات التي لو طبقت لاستفدنا منها ونكون واقعيين ونفكر بما فيه فائدة ومصلحة للوطن تحية لقواتنا الباسلة ونسور سلاح الجو لما قاموا به ونتطلع ان نرى خط جوي عسكري بطائرات عسكرية دائم نحو الجنوب والشمال وليس لاحلام فقط.
*الكاتب ابودية -رئيس الجمعية الاكاديمية الأردنية اليابانية .