بعد إنتصارات ثورة أكتوبر تحررت جميع الشعوب والأقليات القومية القاطنة في روسيا القيصرية من الظلم والاضطهاد. القومي والطبقي ,وتمكنت من القضاء على تخلفها المتراكم عبر مئات السنين من الرق والعبودية ..
وفي ظلال المجتمع الاشتراكي الجديد الخالي من الظلم وأستغلال الأنسان لأخيه الأنسان ,خطت هذه الشعوب خطوات عملاقة الى الأمام في فترة قياسية من الزمن حيث بنت صرح ثقافتها القومية وخرج من بين صفوفها أدباء ومبدعين ومشهورين على مستوى العالم .
وعلى قدم المساواة مع هذه الشعوب استفاد أيضا أبناء الشعب الكردي ,الذين يعيشون في عدد من الجمهوريات السوفيتية كأرمينيا وأذربيجان وجورجيا وكازخستان وقرغيزيا .من الفرص المتاحة في ظل المجتمع الجديد ,حيث قضو على الأمية التي كانت متفشية في مجتمهم وساروا بخطوات مطردة على طريق التقدم الثقافي والأجتماعي ولعبوا دورا بارزاًفي بعث وإحياءالثراث والثقافة القومية للشعب الكردي وفي وضع حجر الأساس لبناء صرح الأدب الأممي بين صفوفه.
لقد تحققت الخطوة الاؤلى والهامة على طريق التطور الثقافي للشعب الكردي بوضع الابجدية الكردية عام 1921من قبل (عرب شمو)والمستشرق المختص باللغة الكردية (مورغولف) ونظرا لازدياد الحاجة للمزيد من المعلمين فقد أنشىء معهد لأعداد المعلمين الكرد عام 1932 وعين عرب شمو مديرا لها.
وهكذاحقق كرد السوفيتي تقدما ملحوظا في مجال التعليم والثقافة ويمكن ادراك من خلال عدد الكتب التي طبعت من عام 1921-1932 ففي هذه الفترة القصيرة نسبيا بلغ عدد الكتب التعليمية والسياسية والأدبية والفلولكورية التي التي أصدرورها 400 كتاب زاد عدد نسخها بطبعاتها المتتالية على مليون كتاب بدأ بالكتاب والشعراء والباحثين الكرد ينقلون نتاجهم الى اللغات الأخرى .
ومن هذه الكتب كتاب الراعي الكردي الذي يسرد قصة الكاتب وحياته الشخصية ومن خلالها يعرض الأوضاع الأقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في المجتمع الكردي ,كما يعرض العادات والتقاليد للكرد وخاصة الكرد الكوجرآي الرحل فينقلها الى القارىء بكل بساطة ويسر دون أن يجنح الى الاسفاف والابتذال .ونظرا لأن الكاتب يكتب عن قصة حياته مع هؤلاء كراع لدى الأغنياء ..وعن مرحلة عاش حلوها ومرها فإن جمله تتصف بصدق العاطفة ودقة الملاحظة ,الامر الذي يلهب العواطف بالأثارة والتشويق والاعجاب .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل نجد راعي أغنام اليوم يكتب قصته في حلوها ومرها؟
amalkurdi77@yahoo.com