دليل صناعة البطل في الأردن
د.مهند مبيضين
31-07-2018 12:31 AM
قليل ما يحتاج الناس ليكونوا ابطالاً في الأردن، هناك ابطال من ورق، وابطال فيسبوكيون، وابطال رياضة، وأبطال سياسة وأبطال احمال ثقيلة، وأبطال من وهم أو خيال الناس، وعادة تنفق الدول أموالاً طائلة لصناعة أبطالها، وقد
تخفق أو تنجح، لكنها تعد سياسات واضحة لبناء سمعتها وسمتها الوطنية عبر أبطال الرياضة أو الفن.
للشارع الأردني كلمته المختلفة، في صناعة البطل، هناك متسربون للحياة العامة، وثمة من يداهم حياة البسطاء من الناس ويسرق أحلامهم، ومدخراتهم، وذخيرة عمرهم من مال وأرض أو تعليم، ألا يذكر الناس قضية البورصات التي جمعت مئات الملايين من جيوب الناس؟ تلك قضية كان وراءها أبطال عدة وبمستويات مختلفة وحسب كمية النهب.
الأبطال كثيرون، لكن أحيانا نحن نصنعهم بغباء وسذاجة، نجعل واحدا منهم ممثلا لنا مدى الحياة وهو لا يتغير، يعيش على أنه حقق الآمال ودافع عن المصالح للعائلة والقبيلة والطائفة والقرية والمخيم، وأحيانا نجده ونقنعه أنه لا سبيل له إلا أن يكون بطلاً منقذاً لنا ولفقرنا ولخيباتنا، فيقبل ويبدأ بالمشاركة العامة ويفتتح الفعاليات والأعراس ويتقدم الجاهات.
وبعض الأبطال يكون محترف نصب، فيسعى للشخصيات الشعبية، ويبدأ التواصل معها ودعمها امام قواعدها، ويرسل لهم الخيرات والشحنات المعبأة بالدعم المادي من سلع وغيرها، وبتعبير مباشر يقال: إن هذا الدعم لم يكن لولا تواصل هذا أو ذاك لأجلكم ولأجل احلامكم ولأجل واقعكم السيىء، ويبدأ التصفيق ويقال تفضلوا على الغداء الذي أصر صاحب الخيرات أن يكون من حر ماله.
إنها مسرحية البطل الكبير، والممثل النصاب والفرد المسكين، والمواطن الذي يقول خلي الفلوس مع الفاسدين ممكن يطالنا منهم خير، هذا كلام نسمعه وهذا كلام يقال هنا وهناك، ولان المنظومة العامة اوجدت هذه الحالة، فلا سبيل لتفكيك الحال إلا بالصرامة في مكافحة الفساد.
البطل بعد أن ينجز شبكته من الزعامات والفتوات، يبدأ بالتخلص من بعضها الذي يشكل عليه عبئا، هنا تبدأ اللعبة بالانكشاف، ويرافق ذلك وصول إلى منابر الإعلام ، والظهور في الحلقات الجدلية بأن هذا البطل صاحب الأيادي البيضاء له من يحارب استثماراته ونجاحه ومبراته، فيبدأ البطل بالتدعثر بمن اختارهم دليل عبور إلى الشهرة والنهب والسرقة.
الدستور