خرجت عهد التميمي من السجن، لو كنت هناك على باب السجن لحظة خروجها، لنحرت لها جملا، وأعلنت عن أسماء اللجنة التأسيسة لحزب ( الجدائل) ..فكل أحزابنا وتجمعاتنا هراء. شعرها الأشقر تبين أنه الفصيل الوحيد المسلح والمقاتل فينا.

لو كنت على باب السجن يا عهد لتمنيت، أن تصعدي عتبة الكرك..أو تخرجين مباشرة إلى الكرك، وهناك تستقبلك العيون والأكف..ويستقبلك الفتية الذين شبوا على الحياة والرفض .ونذهب معك إلى (عين سارة) ..ونغير اسم النبع إلى (عين عهد) ..عله يسترد عنفوانه ويتفجر فيه الماء من جديد.

تمنيت لو تزورين الكرك، وهنالك تمسح أكف الراهبات جديلتك بالحب الكركي العتيق، وتنير لك الشمعات..في صلاة لعهد وليس لغيرها ..وتمر عيونك على الكنائس قليلا، كي نعمد النضال ..بالهوى البدوي.

تمنيت ..لو تمشين قليلاعلى سور من أسوار القلعة، على أعلى نقطة فيها ..كي نخلع أبراج الإرسال التي نصبوها من أجل الهواتف النقالة، ومن أجل بث التلفاز ..سنترك لشعرك الجميل فقط أن يبث من هناك، موجة للحب..وموجة أخرى للنضال وموجة ثالثة ..لفلسطين..وموجة إضافية، ذات تردد عال جدا تصل تطوان ..والمنامة ومسقط، موجة موجهة ..تعلم العرب كيف تقاتل القصائد، وكيف انحنى محمود درويش وصلى لذاك الإله في عيون عهد..صدقيني أن محمود درويش لم يكن يقصد (ريتا) كان يقصد في القصيدة عهد ..وكان النص كالاتي :(بين عهد وعيوني بندقية والذي يعرف عهد ينحني ويصلي لإله في العيون العسلية)...الموجة الرابعة ستصحح القصيدة...ولكني مؤمن أن محمود درويش غير الاسم من عهد إلى ريتا ..تيمنا بما كانت تفعله الثورة الفلسطينية، حين تغير اسم المناضل حماية له..من غدر المسدسات والاغتيال .

سنأخذك ..مشيا على نبضات قلوبنا، إلى كل حارة وكل مدرسة وكل ..منزل، كي تتعلم البنات هناك، أنه لايوجد قبضة ناعمة وأخرى خشنة في عالمنا العربي، بل يوجد إرادة ..وحين تولد الإرادة في الروح وترتوي من فلسطين ..كل الأقنعة تسقط وكل الجيوش تهزم ..واللغة العبرية تصبح مجرد صدى صوت، في مزبلة من دون قاع ...

سنأخذك، في المسارب الجبلية، ونقول لجبالنا تعلمي من وردة فلسطينية، كيف هو القتال..يصبح في لحظة منهجا وطريقة في الحياة، لا تعرف عمرا أو مسقط رأس ..ففلسطين هي العمر وهي مخدة كل الرؤوس المتعبة ...

سنأخذك حتى مسارب الأوردة والشرايين، وسنقول لك :اسكني يا بنت دمنا، فالدم يصبح حارا نازفا وغاضبا، حين تكون جديلة عهد ...هي مساره، وهي مصب القلب .

أنا لا أكتب غزلا، بل أكتب دمعا ... فذات زمن غابر، قال صدام حسين في معرض، غضبه وحرقته على فلسطين : (إش
وقت تهتز الشوارب ...إش وقت) ومازال الفتية والشباب في بلادنا، يعيدون نشر هذا المقطع على صفحاتهم الشخصية وفي هواتفهم ...

ها قد جاءت الإجابة، سيدي الرئيس ..والذي اهتز هو الجدائل ما عادت هنالك من شوارب تهتز...جدائل عهد هي التي اهتزت وهزمت إسرائيل .

Hadi.ejjbed@hotmail.com

الرأي