بعد إصرار وإلحاح من والدة جويعد و رجاء حار له بأن يمنحها فرصة رؤية خلفته ( عياله ) قبل أن يداهمها الأجل وافق جو - حسب ما يحب أن يسمى - مكرها على طلبها ولكن بشروطه الخاصة والتي لم يكن أمام العجوز إلا أن تقبل بها ، فبدأت اتصالاتها بالأسماء التي حددها جو لتكون جاهته للخطبة ، حيث تم تحديد الساعة العاشرة ليلا موعدا للتجمع في ساحة ديسكو خوخة ( ساحة خالد بن الوليد سابقا ) للإنطلاق من هناك إلى مضارب عشيرة دودو صديقة جو .
في الموعد المحدد وعلى أنغام الموسيقات الوطنية ، بوس الواوا والسح الدح مبوه ، بدأ المدعوون بالتوافد إلى الساحة تعلو رؤوسهم الحليقة قبعات منوعه ، تحوطا من برودة الطقس المتوقعة ليلا خاصة وأن ما يرتدون من ملابس لم يكن كافيا لتغطية أجسادهم حسب متطلبات الموضة ، التي تقتضي إشهار ماركة ألبستهم الداخلية وحلقة الصره . ومع أن الجاهة مختلطة إكتفت والدة العريس بالجلوس بسيارة أجرة والمراقبة من بعيد بناء على تعليمات جو حيث أن كل ما تملكه في صندوق ملابسها يستر العورات بإحكام مما يتنافى مع طبيعة جاهته .
كان في استقبال الجاهة جمع غفير من أقارب دودو وأصدقائها وصديقاتها حيث احتدم التحاضن بين القادمين والمستقبلين وعلت صيحات الهاي والتشاو واختلط العربي بالإنجليزي وتلونت وجوه الجميع بالمكياجات نتيجة لطع القبل العشوائي . دخل الجميع إلى الصيوان حيث قدمت والدة العروس قرطاسة بوظه واحده لرئيس الجاهة ( حسب قاعدة فنجان الجاهة واحد وكرامتكوا بيناتكوا ) الذي قام بدوره بإلقاء خطبة عصماء استعرض من خلالها سمو أخلاق العروسين وحرصهما على العادات والتقاليد ملمحا لبعض مفاتن العروس وتفنن العريس بطريقة حلاقة ذقنه ودقة حواجبه ، مختتما حديثه بالتنويه بقدم علاقة العروسين وأنه لا ينقصهما لتكتمل الحياة الزوجية سوى الانتقال إلى بيتهما المستقل ( لزلك إزا سمحتوا بدنا تعطونا دودو لجو !!!)
تقدم والد العروس ( بإشارة من والدتها ) وأعلن قبول طلب الجاهة قائلا إلحسوا بوظتكوا دودو صارت( لئلكن ) ودقي يامزيكا ، لتتعالى فورا أصوات زغاريد الأجهزة الموسيقية لا يشوبها إلا صوت زغرودة مختلفة واحده من سيارة الأجرة في الخارج كانت الوحيدة زغرودة طبيعية لكنها مليئة بالكآبة والحسرة على عمر ضاع في تربية جويعد .
mustafawaked@hotmail.com