حالة البلاد - القطاع السياحي ..
د. نضال القطامين
29-07-2018 07:02 PM
دعاني متفضّلاً، سعادة الاخ والصديق الدكتور مصطفى الحمارنة رئيس المجلس الإقتصادي الاجتماعي، للحوار حيال شأن السياحة الوطنية كمفصلٍ رئيسي من محتويات تقرير "حالة البلاد" الذي يتهيّأ المجلس لإصداره، وقد كان حوارا وطنيا ناضجا بمعية مختصين وذوي باعٍ طويل وقدم سبق في السياحة الوطنية.
يُسجّل للمجلس الإقتصادي والاجتماعي ولرئيسه الديناميكي، هذا الحراك الاقتصادي السياسي، وهذه المبادرة الوطنية في الاتجاه نحو الاشتباك الايجابي مع المؤسسات التنفيذية، تمهيدا لتقرير يشخّص الحالة الوطنية الجامعة، ويضع لها حلولا وتوصيات.
ولا أدري لماذا علق في ذهني خطاب حالة الاتحاد، الذي يلقيه سنويا الرئيس الأمريكي والذي يعرض فيه لحال الأمة ويضع تصوراً للأجندة التشريعية والأولويات الوطنية، وأنا أرى المجلس يتصدى ويتهيأ لتقرير حالة البلاد.
قدمت في حلقة لنقاش ورقة عمل تناولت فيها أداء القطاع السياحي ومدى التطابق بين الاستراتيجات المعتمدة والتطبيق الفعلي لها.
والحقيقة أن الجهد المبذول في صياغة مسودة التقرير وخصوصا الجزء الخاص بالسياحة، هو جهد مهني واستثنائي ورائع، وقد أعربت عن تأييدي لكل ما جاء به عن السياحة الوطنية الأردنية.
تتعدد الانماط السياحية للمنتج السياحي الأردني ويمكن تصنيفها تبعا للتوجهات العالمية للسياح بأنماط السياحة: الثقافية والدينية والمغامرات والعلاجية، كأحد اهم الانماط التي تشكل التوجه العالمي للسياح.
ثقافيا، فالأردن كما يقال متحف مفتوح، وهو موئل الحضارات وبداياتها والشواهد على ذلك هائلة. ولدينا في الأردن عشرات الآلاف من المواقع الأثرية المكتشفة والمرصودة واُخرى ما تزال غير مكتشفة، وفي السياحة الدينية؛ فقد شهدت أرض الأردن أهم المعارك في التاريخ الإسلامي، وفيها مقامات الصحابة وأضرحتهم وقبورهم مثلما شهدت بدايات الدعوة في الديانة المسيحية وفيه المغطس ومواقع للحج المسيحي مثل نيبو ومارالياس وكنيسة سيدة الجبل في عجلون ومكاور .في المحصّلة، لدينا منتج سياحي متميز ومختلف، ويؤمّن جميع أنواع السياحة التي يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم.
يجب أن تراعي الإستراتيجية الوطنية للسياحة ما يلي:-
• تعزيز الموارد البشرية من حيث توجيه الجهد الأقصى نحو تعيين الكوادر المؤهلة ابتداء وتدريبها في كافة مفاصل السياحة ومكوناتها.
• الاستعانة الفورية بالجهات العالمية من خلال وزارة التخطيط لتوفير بيوت الخبرة التي ستعنى بتطوير المنتج السياحي الأردني وفق النماذج العالمية المميزة.
• توجيه رؤوس أموال المستثمرين ورجال الأعمال نحو الاستثمار في القطاع السياحي خصوصا في قطاعي الفنادق والمطاعم السياحي، وتكثيف هذا الاستثمار في المحافظات.
• توجيه المعنيين في الحكومة نحو الإستفادة من الصناديق الرسمية مثل صندوق الاستثمار في الضمان الاجتماعي وصندوق التشغيل والتدريب المهني والتقني، فيي مشاريع التدريب على المهن السياحية وخصوصا في المحافظات وتشجيع الشباب على تجاوز ثقافة العيب.
• السير بخطى حثيثة غير متواضعة نحو تمكين المجتمعات المحلية من إدارة وتشغيل المواقع السياحية والأثرية.
• استحداث دوائر مؤهلة للتسويق والترويج في كل المنشآت السياحية مثل الفنادق والنقل السياحي ومحلات التحف والمطاعم، وعدم الإتكاء حصريا على الهيئة للترويج، ويمكن للجمعيات السياحية تقديم أفكار حيال هذا الموضوع.
• استثمار السمعة العالمية للمستوى الطبي الأردني الرفيع في تكثيف الترويج للسياحة العلاجية والتعاون مع القطاع الطبي.
• التوجه نحو تكثيف استخدام التطبيقات الذكية في التسويق والترويج السياحي وفي استقطاب السياح وخصوصا الشباب منهم.
• تفعيل مراكز البحث في المؤسسات التعليمية للقيام بأدوارها بالكامل في هذا المجال.
• تفعيل دور الفعاليات والجهات والقطاعات محليا وخارجيا والتي تتقاطع أدوارها مع القطاع السياحي مثل الطوائف الكنسيه المسيحية ووزارات الأوقاف في الدول الاسلامية.
هذا وغيره، ما قلته في هذا اللقاء المهم، لكن أكثر ما أنا متفائل به، هو هذا الحراك الوطني الذي يبتدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وفتح آفاقٍ نحو حوار وطني متكامل في كل شؤون الحياة العامة.