دولة الرزاز في موقف لا يحسد عليه
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
29-07-2018 11:00 AM
في ظل ظروف غريبة تجدها في الأردن، وبين تقلب الأمزجة، ووعي الشارع، واصراره على أن تكون ارادته هي التي تتحدث، وفي وقت لا نعرف منه أين سفينة الأردن سوف تتجه من خلال الظروف المحيطة بحدوده، وبين الملفات التي بدأت تتطاير حول قضايا الفساد الكبيرة، وبين معارض للحكومة والمجلس، وبين علو الأصوات الصاخبة منها ما يهمه الوطن ومنها من هم مندسون لتخريب الوطن، نلتقط صورة لرئيس الحكومة دولة الرزاز لنعرف الموقف الذي يعيشه، ما بين نية جادة للاصلاح وإلى مفترق طرق يضعنا كلنا على محك وعلى شفا جرف هار، ستسألني كيف؟
من الطبيعي أن النية الجادة للإصلاح مع كشف ملفات وقضايا وخبايا وأسرار عملية معقدة لقدمها وتجذرها بالأرض حتى وصلت إلى ما وصلت اليه من تجانس مع الوضع الطبيعي حتى يخيل للرائي أن الفساد شيء طبيعي، ففي المرحلة التي سوف يقلع الرزاز بعزمه وارادته بالعمل لقلع هذه الجذور لا بد للارض أن تهتز من تحته لتخرج كل ما في بطنها، وهنا المشهد الحقيقي لخروج الباطن ليظهر للعلن ولعله يأكل الاخضر واليابس، ولعله يجرف معه صخور راكدة منذ زمن، ولعلها توجج صوت الشارع من جديد، لقلع المزيد، لتكبر الدائرة في ظل ظروف تعيد حسابات الوطن الى معادلات وأرقام جديدة، تجدد الطبقة المخملية لتنتج طبقة نحاسية غير قابلة للصدأ، لعلنا نرصد وجه دولته في ظل ظروف لا يحسد فيها على كرسيه بقدر ما يُلام فيها على تقصيره أو طبطبته، كلاهما سيف جارح ليده التي أقسمت اليمين على القيام بالواجبات الموكلة اليه بأمانه، دولته الذي وجد نفسه أمام ثلاثة واجبات الاخلاص للملك وثقة الحكومة وترصد أفعال الشعب، أحمال حملها على ظهره لينطلق فيها أمام شعب بلغ بالنسبة له السيل الزبى، شعب قرأ العنوان بالحرف لا بالكلمة، تخالك تسمع صوت أنفاس دولته وهو يلتقطها بصعوبة أمام كل ملف أو قضية فساد، لعلها نار تغلي في عروقه بكشف المستور، لعلها ملامح الهيبة من كشف أسماء وأسماء، لقد تلاحقت الحكومات عليها ولكن هذه الحكومة ليست كأي حكومة، حكومة وضعت بين جمر ملتهب لتمشي عليه وتتحمل لسعاته ومجبرة على إكمال الطريق، حكومة عرفت أن الخطأ غير مسموح وغلطة الشاطر بألف، حكومة أمام أنظار لبست نظارات لمشاهدة أدائها بوضوح مطلق، حكومة ولدت من صيحات الشعب وارادة الشعب، وبعد كل هذا ألا نستطيع أن نقول أن دولته في موقف لا يحسد عليه؟