في بلاد العُرب،، في مجتمعي،،، في الحي الذي أسكن،،، وإن كنت أكثر جرأة فسأقول في بعض بيتي،،، وفي الكثير من بيوتكم،،، حتى في ذواتنا، في قلبي، وفي عقلك، يتحدثون عن ضبط المرأة، عن المسموح والممنوع، وأحياناً يخاطبون فمها ومعدتها، فيحددون ما تأكل ويمنعون ما تشرب، وكل هذا وذاك يخاطبونك ويقمعونك به بإسم الدين، ولكنها عذراً عاهاتنا وتقاليدنا لا أكثر.
أدياننا أبحرت بالحديث عن المرأة، أعطتها الكثير، وألبستها الحرير والثقيل، أعطتها الحرية، وأكدت على أنها جبل إذا ما تحملت المسؤولية، جعلتها تشارك السياسة، تشارك العلم والكياسة، حتى إذا ما جأت الكاتبة "فاطمة المرنيسي" في كتابها: الحريم السياسي لتثبت ذلك، تهاوت عليها عاهاتنا وتقاليدنا واتهمتها بالفجور، بالإبحار خلف السطور، بإلباس الدين ما ليس فيه، جأت عاهاتنا وتقاليدنا لتستند بالأحاديث المدسوسة، فأجابوها بما ادعو بأنه حديث: "لم يفلح قوماً ولو امرهم امرأة"، وكان ذنبها أنها تتبعت سند الحديث، وأثبتت لهم الزيف والكذب والمتن الضعيف.
عاهاتنا وتقاليدنا يريدون المرأة تابعة، يرفضون المرأة القوية، يحدثونها غالباً بهمجيه، ومهما حاولت الوصول والتخلص ضمن المعقول، فهي في صراعٍ دائمٍ مع الفصول.
قد تعاني إزدواج الشخصية، في عملها تراها القائدة، والمديرة، وصاحبة الكلمة الجوهرية، هي رافعة الشعارات التي ترفض العبودية، أما في بيتها فتنزع شعاراتها، وكحلها، وأساورها الذهبية، لتعود من جديد رغم مقاومتها وترتدي ثوب التبعية، وكل هذا لماذا؟ من أجل عاهاتنا وتقاليدنا.
هي إذا ما حاولت رفض الحديث قالو لها "شو بدهم يقولوا الناس" ؟؟؟
عزيزي الرجل" الزوج، الأخ، العم، الخال، الجار، الزميل، بائع العقيق، وحتى مارق الطريق": لا تخلط دينك بعاهاتك وتقاليدك، دع المرأة بسلام، وطبق تعاليم دينك في كل الأمور، طبقها في الصلاة والقيام، طبقها في السلوك، وتجنب الفجور، أما فيما يخص المرأة فثق بأنها تدرك الدين، تدرك المسموح والممنوع، تتقن الصلاة والقيام، وتربي جيداً إذا ما مت أنت أطفالك الأيتام.
دع عنك عاهاتك وتقاليدك،، واذهب وافهم جيداً دينك، ولا تكن الوسيط بينها وبين خالقها، وكن معها لا عليها، وكفاك تلاعباً بالنصوص فهي افعال فقط يتقنها اللصوص.
خذ عاهاتك وتقاليدك ودع لها دينها،،،، وشاورها دون أن تخالفها.